«خرج ولم يعد».. اختفاء مسعف في مهمة البحث عن الطفلة هند وسط غزة

«خرج ولم يعد».. اختفاء مسعف في مهمة البحث عن الطفلة هند وسط غزة
الطفلة هند المختفية بعد قصف سيارتها في غزة
القاهرة: «خليجيون»

لم تتوقع الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة 6 أعوام أن تتعرض لقصف مدفعي وانقطاع الاتصال بها، ليلحق بها أيضا المسعفين اللذين حاولوا الوصول إليها لكن مصيرهم هم الآخرون لا يزال غامضا كما هو حال هند.

وانقطعت أخبار هند وطاقم الإسعاف بعدما أصيبت السيارة التي كانت تقلّها مع أفراد من عائلتها بنيران دبابات إسرائيلية في مدينة غزة في 29 يناير، غير أن أخبارها وأخبار فريق الهلال الأحمر الذي توجه لنجدتها انقطعت منذ ذلك اليوم، حسب وكالة أنباء فرانس برس.

المسعف الذي حاول إنقاذ هند لكنه اختفى هو الآخر
المسعف الذي حاول إنقاذ هند لكنه اختفى هو الآخر

جد الطفلة بهاء حمادة يروى القصة المآساوية قائلا «أثناء توجه الإسعاف (نحو السيارة)، كانت والدة هند تتكلم معها (عبر الهاتف). سمعت بعدها والدتها صوت باب السيارة يفتح ثم فُقد الاتصال».

وتساءل حمادة قائلا:«لا نعرف ماذا حدث معها أو مع طاقم الإسعاف. هل فرغت بطارية الهاتف أم تم قطع الاتصال أو تم قصفهم؟ لا نعلم».

الطفلة المختفية كانت تقول إنها خائفة وجائعة وتطلب نجدتها، وأخبرت جدها باقتراب الدبابات نحوها.

ودمرت قوات الاحتلال إسرائيل أجزاء واسع في غزة منذ بدء العدوان الغاشم في السابع من أكتوبر العام الماضي جراء القصف الإسرائيلي العنيف عليها.

وعُزلت شمال غزة عن جنوب القطاع المحاصر حيث تتركز المعارك منذ أسابيع، فيما تحتج الأمم المتحدة بانتظام على الصعوبات البالغة لإيصال المساعدات لمئات آلاف الأشخاص الذين يُرجح أنهم ما زالوا في المناطق الشمالية من قطاع غزة.

النزوح من تل الهوى

وبالعودة إلى قصة اختفاء هند، ففي التاسع والعشرون من يناير الماضي كانت الطفلة مع بشّار، شقيق جدّها، وزوجته وأطفالهما في السيارة أثناء محاولتهم التوجه إلى مكان آمن بعدما «شعروا باقتراب الخطر من المنطقة التي نزحوا إليها» في حيّ تل الهوى في غرب مدينة غزة.

استشهاد الأسرة

وتفاجأ شقيق حمادة بوجود دبابات إسرائيلية أمامهم بعد قطعهم مسافة قصيرة وأطلقت الدبابات النار عليهم مباشرة.

وبعد محاولة اتصال حمادة بشقيقه، ردت عليه ابنته ليان التي أخبرته قصة استشهاد أشقاءها الثلاثة، لكنها وهند على قيد الحياة".

ويتابع حمادة «حاولنا تهدئتها وأخبرتها أننا سنتصل بالإسعاف».

لكن حين اتصل المسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بالفتاة البالغة 15 عامًا، انقطع الاتصال معها، وفق قولهم، مشيرين الى سماع إطلاق زخات من الرصاص.

وكشف الهلال الأحمر معلومات إضافية عن لحظات الاتصال قائلا:«اتصلنا على رقم الهاتف فردت ليان مشيرين إلى سماع إطلاق نار خلال الاتصال».

وتابع:«عدنا مرة أخرى واتصلنا على رقم الهاتف، فردّت الطفلة هند.. .بقينا معها على الخط حوالى ثلاث ساعات. لم نستطع إرسال سيارة الاسعاف مباشرة لأن المنطقة يعتبرها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة».

وأضاف «بعد التنسيق وإعطائنا الضوء الأخضر، توجهت سيارة الإسعاف الى المكان. وصل الطاقم وأكد لنا أنه يرى السيارة التي تتواجد فيها الطفلة. في تلك اللحظة انقطع الاتصال مع الطاقم ومع هند».

مصير المسعف

وكتب الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة X«» الاثنين «لا يزال مصير زميلينا يوسف زينو وأحمد المدهون من فريق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني اللذين خرجا لإنقاذ الطفلة هند.. .مجهولا منذ 7 أيام».

ودعت المنظمة «المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري للضغط على سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) للكشف عن مصير هند وفريق الإنقاذ».

تساؤل عن مصيرها

ويقول حمادة النازح الى مدينة رفح في جنوب القطاع «نريد أن نعرف مصيرها مهما كان، لا يمكنني أن أتخيلها بين الجثث بلا أكل أو شرب وفي البرد الشديد.الكلاب والقطط تنهش الجثث».

وكانت السيارة التي تقلّ هند تضمّ شقيق جدّها بشّار وزوجته إنعام وأولادهما ليان ومحمد (11 عامًا) ورغد (ثمانية أعوام) وسارة (أربعة أعوام).

أمّا والدا هند وشقيقها البالغ من العمر ثلاثة أعوام، فما زالوا عالقين في مدينة غزة.

ويقول حمادة وهو يدل على صور لحفيدته على هاتفه، «لا نستطيع النوم ولا الأكل ولا الشرب منذ الحادثة».

مسؤول أوروبي: لا أماكن آمنة في غزة

واتهم مسؤول أوروبي الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة استهداف المدنيين في قطاع غزة، ودفعهم نحو الحدود المصرية.

و في تصريحات للصحفيين في بروكسل، السبت، قبيل الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، جميع الأطراف إلى تجنب تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، بعد الهجوم على القاعدة الأمريكية في الحدود السورية الأردنية.

وأوضح أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة.

وقال إن «إسرائيل تواصل استهداف المدنيين في غزة، من خلال دفعهم إلى الحدود المصرية»، لافتا إلى أن «هناك حوالي مليون شخص في الجنوب يتم دفعهم أكثر فأكثر نحو الحدود المصرية»، مشيرا إلى أن الاحتلال يدعي وجود مناطق آمنة، لكن ما نراه هو أن القصف يواصل استهداف المدنيين».

اقرأ المزيد

الاحتلال يحشد الفلسطينيين في طوابير التهجير بـ«المنطقة العازلة»

بلينكن يلتقي السيسي بحثًا عن مخرج لـ«ورطة غزة»

أهم الأخبار