انقلاب فاشل وقتال يتجدد واتصال مقطوع.. السودان إلى أين؟

انقلاب فاشل وقتال يتجدد واتصال مقطوع.. السودان إلى أين؟
الجيش السوداني ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

من جديد عاد صوت الرصاص يدوي في مناطق النزاع بالسودان في وقت خرج الحديث عن إحباط محاولة انقلاب جديدة في ساحة تعاني من قطع وضعف شبكة الاتصالات.

وفق مسؤولون تجدد اليوم الثلاثاء القتال بين جماعات محلية في غرب دولة جنوب السودان أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل، فيما دعا رئيس البلاد ونائبه إلى وضع حد للعنف الطائفي المتزايد.

وقتل أكثر من 150 شخصا منذ الأسبوع الماضي في صراعات منفصلة بين شباب مسلحين من ولاية واراب ومنافسين لهم من ولايتي البحيرات وغرب بحر الغزال المجاورتين وأبيي، وهي منطقة إدارية يتشارك جنوب السودان والسودان في إدارتها.، وفق وكالة أنباء العالم العربي.

ولا يبدو أن هذه الصراعات مرتبطة ببعضها بشكل مباشر لكنها تتعلق جميعا بالسيطرة على أراض وموارد طبيعية، وقال أحد النشطاء إنه يشك في وجود دوافع سياسية وراء أعمال العنف.

ويحظى جنوب السودان رسميا بسلام منذ اتفاق 2018 الذي أنهى صراعا استمر خمس سنوات وتسبب في مقتل مئات الآلاف، لكن العنف المحلي بين مجتمعات متنافسة لا يزال يندلع من حين لآخر.

انقلاب جديد

في وقت سابق كشفت وسائل إعلام سودانية، اليوم الثلاثاء، عن إحباط محاولة انقلاب عسكري جديدة في السودان، التي تأكلها الحرب الأهلية منذ شهور، في صراع مسلح بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفادت التقارير بأن استخبارات الجيش اعتقلت بمنطقة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان، عددًا من الضباط الفاعلين، بتهمة الإعداد لانقلاب، في حين تجري القوات المسلحة عمليات بحث لاعتقال آخرين على اتصال بالمخطط نفسه.

الجيش السوداني ( الإنترنت)

حملة اعتقالات

واستهدفت حملة الاعتقالات ضباطًا نشطين في إدارة العمليات بأم درمان بصورة خاصة، بحسب صحيفة «السوداني» المحلية، التي نقلت عن مصادر قولها إن «الاستعدادات جاريةٌ لاعتقال عميد ركن قائد لأحد المتحركات بمدينة أم درمان. وجميعهم معتقلون تحت ستار الإعداد لانقلاب».

وقال أركانجلو أنيار أنيار القائم بأعمال حاكم ولاية غرب بحر الغزال لـ «رويترز» إن أحدث الاشتباكات وقعت أمس الاثنين عندما هاجم شبان مسلحون من ولاية واراب مركزا للشرطة وسوقا في الولاية وأحرقوهما.

وأضاف أن ثمانية من أفراد الأمن و10 مدنيين من ولايته قتلوا.

وأفاد وليام وول وزير الإعلام في واراب بأن ثمانية من ولايته قتلوا أيضا. وقال إن السبب في اندلاع القتال هو نزاع على الأراضي الخصبة المستخدمة للرعي والزراعة.

وقال إدموند ياكاني المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، وهي مجموعة من النشطاء، إنه فوجئ برؤية مجموعات محلية مسلحة بمثل هذه الأسلحة الثقيلة ويعتقد أن بعض القادة السياسيين يشجعون أعمال العنف لتأخير الانتخابات.

وأضاف «السياسيون الموجودون في السلطة يشعرون بالخوف الشديد من أن فرص عودتهم إلى السلطة ستكون محدودة إذا توجهوا إلى مراكز الاقتراع».

أوضاع معيشية صعبة في السودان ( الإنترنت)

قطع الاتصالات

في المقابل حمل مصطفى إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، الحكومة السودانية مسؤولية قطع الاتصالات عن بعض الولايات السودانية، ونفى مسؤولية قوات الدعم السريع عن قطع الاتصالات وأكد أن ثمة لجنة تابعة للدعم السريع تعمل حاليا على صيانة أبراج الاتصالات التي خرجت من الخدمة في ولاية الخرطوم وبعض المدن الأخرى.

وقال إبراهيم لـ (AWP) أمس الاثنين «قبل اندلاع الحرب بيومين قامت الحكومة السودانية بنزع المقسمات الرئيسية (أبراج الاتصالات) وبدأت تدير عملية الاتصالات والمراقبة من خارج برج الاتصالات المعروف في السودان بالقرب من كوبري المنشية».

وأوضح أنه «بمجرد أن بدأت الحرب، بدأت الحكومة في قطع الاتصالات عن كل ولايات دارفور، واتهمت قوات الدعم السريع بقطع الاتصالات عن ولايات دارفور الأربعة بالإضافة لولاية كردفان».

«لا توجد اتصالات في ولايات دارفور منذ أكثر من تسعة أشهر، وهو قطع ممنهج وعقاب لأهل دارفور، باعتبار أن معظم جنود قوات الدعم السريع يندرجون من هذه الولايات ومن كردفان»، وفق مسؤول الدعم.

واشتكى مستخدمون في السودان يوم الاثنين من انقطاع شبه كامل لخدمات شبكات الاتصالات والإنترنت في البلاد، في خضم الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمر منذ ما يزيد على تسعة أشهر.

وتعاني جميع المدن السودانية انقطاعا في الخدمات التي تقدمها شركتا سوداني وإم.تي.إن سودان إلى جانب تذبذب خدمات شركة زين سودان، وهي الشركات الثلاث التي تغطي خدمات الاتصالات والإنترنت في البلاد، بالإضافة إلى شبكة كنار التي توفر خدمات الإنترنت فقط.

إحباط انقلاب عسكري جديد في السودان

السودان.. طفل يموت كل ساعتين من الجوع.. والدعم السريع يقطع «الاتصالات»

أهم الأخبار