«خليجيون»| ماذا وراء التراشق الكلامي بين الجزائر ودول خليجية؟

«خليجيون»| ماذا وراء التراشق الكلامي بين الجزائر ودول خليجية؟
تبون ومحمد بن سلمان. (أرشيفية)
القاهرة: خليجيون

تصاعد التراشق الكلامي غبر المباشر بين الإمارات والجزائر على منصات التواصل الاجتماعي، واتسغ نطاقة في وقت سابق اليوم بفعل انتقادات لاذعة وجهها إعلامي سعودي ضد منظومة الحكم في الجزائر، إذ رأى محللون أن الخلاف الخليجي الجزائري ناتج عن تنافر الرؤى حول الدور الخليجي في حرب غزة التي دخلت شهرها السابع.

الكاتب والإعلامي السعودي عبد العزيز خميس هاجم بشكل غير مباشر دولة عرببة تم تفسيرها بأنها «الجزائر»: قائلا في تغريدة عبر منصة «أكس»: «لا يتحدث عن الكرامة والشهامة والنخوة والرجولة والعروبة، من صنع من شبابه لصوصا في شوارع باريس ولندن، من لم يمنحهم الأمل، من جعل عقوله تهاجر هربا من الظلم والجهل»، حسب قوله.

كما تحدث الخميس عن قوة الجوائر الاقتصادية ذاكرا: «عوائد النفط والغاز تذهب للشركات الغربية، والفتات يصب في جيوب ضباط الجيش، ثم يتحدثون عن النزاهة»، وفق وصفه.

وأشار الكاتب السعودي إلى ثروة الجزائر الجغرافية قائلا: «سواحل جميلة ومدن وقرى تاريخية لا يسمحون للسياح بزيارتها بقوانينهم الغريبة، أنظمة استثمار بالية وطاردة، وبنية تحتية فاشلة»، حسب تعبيره. وانتقد الكاتب السعودي النظام الاقتصادي في الجزائر قائلا «لا يعرفون هل هم مع الاشتراكية او الرأسمالية أو مع ماذا، المهم مناكفة جيرانهم وما وراء المحيطات، والمسخرة أن العالم لا يعيرهم أي اهتمام»، حسب قوله.

السر في غزة

ويرى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن حالة التلاسن بين الجزائر والبلدين الخليجيين وراءها محور غزة، إذ ترى الجزائر أن هذان البلدان لم يتحركا كما يجب تجاه القضية الفلسطينية. ويعتبر ربيع في تصريح إلى «خليجيون» ذلك التلاسن جاء بأوامر عليا بتوجيه أفراد بعينهم لانتقاد السلطات الجزائرية عن طريق التلميح دون تدخل السلطات. ويتوقع ربيع أن تنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت

تبون ينتقد الجزائر

وفي لقائه الدوري مع الإعلام المحلي، انتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دولة عربية لم يسمها، متهما إياها بتوظيف أموالها في بؤر التوتر حول العالم. وتلك التصريحات جاءت في الثاني من ابريل الجاري، فتحت باب التأويل بعد أن ربطها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بدولة الإمارات.

واحتدم الجدل حولها أكثر عقب تغريدة نشرها أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لدولة الإمارات. اذ تفاعل قرقاش، مع تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي هاجم فيها بلاده دون أن يسميها، حيث وصف المسؤول الإمارات الأمر بأنه «ممارسة للغمز واللمز».

وفي تغريدة على موقع «X» قال قرقاش «غريب أمر إحدى الدول الشقيقة البعيدة تمارس الغمز واللمز حول علاقاتها مع الإمارات، وتواصل التلميحات المبطنة دون إفصاح أو توضيح، ومع ذلك فالترفع عن الرد والصبر على التطاول سيبقى سبيلنا، فالحكمة موروثة عند قيادتنا التي تعتبر العلاقات مع الدول الشقيقة أولوية وركيزة محورية في سياستنا».

الطائرات الإماراتية تتجنب المرور فوق الأجواء الجزائرية

وكانت تقارير إعلامية إماراتية، أفادت بأن الطائرات الإماراتية، باتت تتجنب المرور فوق الأجواء الجزائرية، لتقديم المساعدات للمغرب، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.وكشف تطبيق (فلايت رادار) أن طائرة النقل الإستراتيجي الإماراتية التي تحمل رقم C-17 تجنبت الأجواء الجزائرية. خلال رحلة عودته من مراكش بعد إفراغ حمولتها في إطار الجسر الجوي الذي أطلقته الإمارات لمساعدة المغرب في أزمة الزلزال.

وتأتي هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الإماراتية، في طريقة تقديمها للمساعدات للمغرب، يظهر عمق الأزمة بين الجزائر.

الإمارات والجزائر

واتهم معارضون وصحفيون القيادة الجزائرية باتخاذ الهجوم على أبوظبي شماعة لما وصف بـ«تبرير الإخفاقات». ودأبت وسائل إعلام جزائرية ناطقة باسم قصر المرادية اتهام الإمارات بـ«معاداة الجزائر، والدفع في اتجاه حرب بينها وبين المغرب من خلال تحركات مشبوهة للملحق العسكري للسفارة الإمارتية في الجزائر»، إذ نقلت عن مصادر دبلوماسية أجنبية أن «الأخير صرح لأحد الدبلوماسيين في حضرة نظرائه الأوروبيين بأنه في حالة نشوب حرب بين الجزائر والمغرب فإن أبوظبي ستقف بكل إمكانياتها مع الرباط».

وهذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها وسائل إعلام النظام الجزائري التحالف المغربي - الإماراتي، إذ سبق أن اتهمت صحف جزائرية الإمارات «بتزويد المغرب بنظام تجسس على الجزائر»، فيما اتهم عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني الجزائري، الدولة الخليجية بـ«تشجيع التطبيع بتواطؤ مع المغرب»، في محاولة منه لـ«هدم وشيطنة تحالف الرباط وابوظبي».

اقرأ المزيد

كيف بلغ الاحتياطي الإماراتي 1.17 ترليون درهم؟

«سي آي إيه» في جولة جديدة من مفاوضات هدنة غزة

كيف بلغ الاحتياطي الإماراتي 1.17 ترليون درهم؟

أهم الأخبار