مظاهرات نسائية غاضبة تعم أسبانيا للمطالبة بعزل رئيس اتحاد كرة القدم بسبب "قبلة كأس العالم للسيدات"

مظاهرات نسائية غاضبة تعم أسبانيا للمطالبة بعزل رئيس اتحاد كرة القدم بسبب "قبلة كأس العالم للسيدات"
ترجمة - ناهد علي

عمت المظاهرات الاحتجاجية التي نظمتها بعض الجمعيات النسوية جميع انحاء اسبانيا، حيث خرجت الاف من النساء في العاصمة مدريد ومدن أخرى مطالبين بعزل رئيس اتحاد كرة القدم الأسباني بسبب "قبلة" على شفاة إحدى لاعبات المنتخب الفائز بكاس العالم للسيدات باستراليا

تقول " ذا صن": كان من المفترض أن تكون هذه واحدة من أكثر اللحظات التي تفخر بها إسبانيا حيث رفعت البلاد كأس العالم للسيدات بعد فوزها على إنجلترا في نهائي مثير.

لكن قبلة "احتفالية" زرعها رئيس اتحاد كرة القدم على شفاة لاعبة الهجوم جيني هيرموسو حلت محل الفرح وأدت إلى خروج آلاف النساء إلى الشوارع احتجاجا.

كما تسببت الثورة على غرار هشتاج ضد التحرش الشهير "أنا أيضا" #MeToo

وتتردد أصداء الاحتجاجات في جميع أنحاء إسبانيا كما تسببت في استقالات جماعية بين اللاعبين وحتى إضراب دراماتيكي عن الطعام.

تضيف "ذا صن" أصبحت قضايا النوع الاجتماعي موضوعا بارزا في أسبانيا في السنوات الأخيرة، مع مسيرات ضد العنف الجنسي وإصلاحات حول المساواة في الأجور وحقوق الإجهاض.

تتابع ذا صن: الآن قد يكون التضامن المتدفق مع اللاعبة هيرموسو، 33 عاما - الذي تلقت قبلة غير مرغوب فيها على الشفاه من رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس - أكثر أهمية من الفوز في النهائي نفسه.

وغردت حارسة المرمى الاحتياطية ميسا رودريغيز برسم كاريكاتوري لامرأة عجوز مع طفل مع تعليق يقول: «جدتي، أخبريني عن كيفية فوز فريقك بكأس العالم» فتجيب الجدة: "لم نفز بكأس العالم فقط، أيها الصغير. لقد فزنا بأكثر من ذلك بكثير"، كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركات عديدة تحمل هاشتاج #SeAcabo، بمعنى "انتهى الأمر".

تستطرد " ذا صن": في تمرد غير عادي، رفضت هيرموسو وزميلاتها ال 23 اللواتي شاركن في كأس العالم للسيدات و56 لاعبة كرة قدم أخرى اللعب لإسبانيا مادام روبياليس مازال في منصبه

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تدخل وجمد نشاط روبياليس في جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم لمدة 90 يوما، لكن روبياليس، 46 عاما، ظل غير نادم بشكل متفائل، وأصر على أن القبلة مع اللاعبة كانت بالتراضي.

كما حبست والدته، أنجيليس بيجار، نفسها داخل كنيسة وأضربت عن الطعام احتجاجا على معاملة ابنها، وأصرت: "سأبقى هنا طالما استطاع جسدي ذلك، أنا على استعداد للموت من أجل العدالة لأن ابني شخص محترم وليس من العدل ما يفعلونه"، فيما تقول ابنة عم روبياليس فانيسا رويز إن العائلة تريد من هيرموسو "قول الحقيقة" والاعتراف بأن القبلة لم تكن قسرية.

من جانبها، تقول اللاعبة إنها كانت «ضحية عدوان» و «لم أوافق في أي وقت على القبلة التي أعطاني إياها».

بدأت هذه القصة المحبطة في ما كان ينبغي أن يكون مناسبة سعيدة وسط الاحتفال الكبير داخل ملعب أستراليا في 20 أغسطس

تم وضع روبياليس، وهو أيضا نائب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، على منصة الفائزين لتحية فريقه المنتصر، لكنه عندما اقترب من اللاعبة هيرموسو، عانقها حول رقبتها، ووضع يديه حول رأسها وقبلها على شفتيها.

بالعودة إلى غرفة الملابس، أعادت اللاعبات مشاهدة ما حدث في الاحتفال على الهواتف، وبينما كانت بعض نجمات إسبانيا يضحكون ويصرخون، كانت هيرموسو تصرخ: "لكنني لم يعجبني ذلك!"

وعندما سئل رئيس الاتحاد الاسباني عن سلوكه بعد ذلك، رفض روبياليس منتقدي قبلته غير المرغوب فيها ووصفهم بأنهم "أغبياء" وأضاف: "عندما يكون لدى شخصين عرض بسيط للعاطفة، لا يمكننا الاستماع إلى البلاهة. نحن أبطال وهذا هو الأهم ".

ومع ذلك، كان الكثيرون في جميع أنحاء العالم يتحدثون الآن عن سلوكه البائس والجنسي بدلا من انتصار اسبانيا الرائع.

وقال ميكيل إيسيتا، وزير الثقافة والرياضة الإسباني: "نحن في لحظة مساواة وحقوق واحترام للمرأة، أعتقد أنه من غير المقبول تقبيل لاعبة على شفتيها لتهنئتها".

قبلة رئيس الاتحاد الإسباني على شفتي اللاعبة هيرموسو تشعل مواقع التواصل

وعندما توقف الفريق الإسباني في قطر في طريقه إلى بلاده، أصدر روبياليس أخيرا اعتذارا شديدا، قائلا إنه "آسف لأولئك الذين شعروا بالإهانة".

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أصدر الاتحاد بيانا نيابة عن هيرموسو في محاولة لرسم خط تحت الضجة.

ونقلت عن هيرموسو قولها: "لقد كانت لفتة متبادلة عفوية تماما بسبب الفرح الهائل بالفوز بكأس العالم، أنا والرئيس لدينا علاقة رائعة، سلوكه معنا جميعا كان ممتازا وكانت لفتة طبيعية من المودة والامتنان".

لكن فيفا، التي تمثل 65000 لاعب كرة قدم في جميع أنحاء العالم، اتخذت وجهة نظر مختلفة وقالت في بيان: "الإيماءات البدنية غير المرغوبة وغير المرغوب فيها تجاه اللاعبين ليست مناسبة أو مقبولة في أي سياق، هذا صحيح بشكل خاص عندما يتم وضع اللاعبين في موقف ضعف لأن النهج أو الإيماءة الجسدية يبدأها شخص يمسك بالسلطة عليهم."

بعد واقعة «القبلة».. رئيس الاتحاد الإسباني يرفض الاستقالة

وبالعودة إلى إسبانيا، قال رئيس وزراء البلاد، بيدرو سانشيز، إن اعتذار روبياليس "غير كاف وغير مقبول وأضاف: "هذا يظهر أنه في بلدنا هناك طريق طويل لنقطعه من حيث المساواة والاحترام بين الرجل والمرأة".

مع تزايد الضغط، كانت هناك تقارير تفيد بأن روبياليس كان على وشك الاستقالة.

ثم يوم الجمعة الماضي، لم يرفض الزعيم المتحدي الاستقالة فحسب، بل قدم نفسه أيضا على أنه الضحية.

وأشار إلى أنه "لا توجد هيمنة" في القبلة المزروعة على هيرموسو وادعى أنه سأل اللاعب عما إذا كانت توافق على القبلة وقالت نعم، وأصر روبياليس على أنه تعرض "لاغتيال اجتماعي"، مضيفا أن منتقديه يستخدمون ضده "النسوية الزائفة، وهذه إحدى آفات هذا البلد".

فيما ردت هيرموسو واصفة مزاعم روبياليس بأنها "كاذبة بشكل قاطع وجزء من ثقافة التلاعب التي اختلقها هو بنفسه"، وأضافت "لم أوافق في أي وقت على القبلة، يملأنا الحزن لأن مثل هذا الحدث غير المقبول نجح في تشويه أعظم نجاح رياضي لكرة القدم النسائية الإسبانية".

لكن رئيس الاتحاد رد، متهما هيرموسو ب "الأكاذيب" وهدد باتخاذ إجراءات قانونية.

فيما احتشد زملاء هيرموسو في الفريق، وقاطعوا المنتخب الوطني، كما استقال 11 موظفا فنيا غاضبا من فريق السيدات الإسباني.

من جانبها بدأت الحكومة الإسبانية إجراءات قانونية لعزل روبياليس، لكنه لا يزال في منصبه مع دور رئيسي في محاولة الفوز بعرض إسبانيا المشترك لاستضافة كأس العالم للرجال 2030.

ولد روبياليس في جزر الكناري ونشأ في موتريل، جنوب إسبانيا، وكان لاعبا في عدة فرق بما في ذلك مايوركا ب وهاميلتون في اسكتلندا.

أصبح رئيسا للاتحاد الاسباني لكرة القدم في عام 2018، ويحصل على حوالي 300000 جنيه إسترليني، كما أنه يكسب حوالي 210، 000 ألف جنيه إسترليني كنائب لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

لكن فترة ولايته في الاتحاد الإسباني لكرة القدم شابتها مزاعم بالفساد ففي عام 2020، أخبر عمه، خوان روبياليس، المدعين العامين الإسبان لمكافحة الفساد أن ابن أخيه أمره باستخدام أموال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لدفع تكاليف حفلة خاصة مع ثماني أو عشر شابات يقال إنهن عاملات في مجال الجنس.

وادعى خوان، الذي أقاله روبياليس من منصبه كرئيس لموظفيه، أن النساء حضرن "العربدة" بحجة مهمة عمل.

ونفى الاتحاد الاسباني هذه المزاعم قائلا إنها "ممارسة جديدة للأكاذيب من قبل موظف اتحادي سابق بدافع الحقد".

وتحقق السلطات الإسبانية مع روبياليس، وهو أب لثلاثة أطفال، وهو منفصل عن زوجته، لاستخدامه أموال الاتحاد لعطلة لمدة أسبوع في نيويورك مع شريكته روبرتا لوبيرا، وهي رسامة مكسيكية، فيما يصر روبياليس على أنه كان يجتمع مع ممثلي الأمم المتحدة والدوري الأمريكي لكرة القدم.

وفي الوقت نفسه، قوبلت اللاعبة هيرموسو بتصفيق حار عند حضوره نهائي كأس السيدات بين أتلتيكو مدريد وميلان يوم السبت الماضي ورفعت اللاعبان لافتة عملاقة كتب عليها "نحن معك يا جيني هيرموسو"، كما فعلت اللاعبات في فريقها باتشوكا في المكسيك، كما أن الملايين الذين يشاهدون هذه الملحمة المؤسفة سيدعمون اللاعبة بالتأكيد حسبما تؤكد ذا صن.

بسبب واقعة القبلة.. والدة رئيس الاتحاد الإسباني تضرب عن الطعام

بسبب القبلة.. الاتحاد الإسباني يطالب بعقد جمعية عمومية طارئة

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار