«جنود الرب» تهدد حزب الله.. لبنان يتعثر في نفق تطرف مجهول

«جنود الرب» تهدد حزب الله.. لبنان يتعثر في نفق تطرف مجهول
صورة متداولة تظهر عناصر من حركة «جنود الرب»
القاهرة: «خليجيون»

كان المغادرون ينتظرون موعد إقلاع طائراتهم في مطار رفيق الحريري، حين فوجئوا على الشاشة رسالة تدعو لكف يد حزب الله عن مطار بيروت، وأن مطار رفيق الحريري «ليس مطار إيران».

فماذا نعرف عن المجموعة التي تسمَّى «جنود الرب»؟

خلال الانتفاضة الشعبية في أكتوبر 2019، ظهرت مجموعة تسمى نفسها «جنود الرب» تقوم بحماية عدد من المصارف من محاولات الاقتحام التي شاعت في لبنان.

أفراد المجموعة يصل إلى 300 عنصر مفتولي العضلات، الذين يتميزون بكثافة الأوشام على أجسادهم، يظهرون في الشوارع من حين إلى آخر، وهم يرتدون قمصانًا سوداء رسموا عليها صليبًا ذا أجنحة

وقتها تتبعت وسائل إعلام لبنانية البذرة الأولى للجماعة، والتي كانت في محلة «كرم الزيتون» في منطقة الأشرفية، ذات الغالبية السكانية المسيحية شرق بيروت، على يد شخص يدعى جوزيف منصور، الذي يتولى قيادة المجموعة.

عدد أفراد المجموعة يصل إلى 300 عنصر مفتولي العضلات، الذين يتميزون بكثافة الأوشام على أجسادهم، يظهرون في الشوارع من حين إلى آخر، وهم يرتدون قمصانًا سوداء رسموا عليها صليبًا ذا أجنحة، بحسب التقارير اللبنانية.

لكن «جنود الرب» يرفضون وصفهم بميليشيات، ويصرّون على أنهم مجموعة دعوية غير مسلحة. لكن أفعالهم تشير إلى مناهضة حزب الله اللبناني الشيعي.

«جنود الرب» في مطار رفيق الحريري

ومساء الأحد، تعرضت شاشات صالات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لقرصنة إلكترونية، تعرض رسالة تدعو لكف يد حزب الله عن مطار بيروت، والتعريض بعلاقاتهم بإيران.

القراصنة وجهّوا رسائل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، بعدم إقحام لبنان بالحرب مع إسرائيل، حيث ظهر على الشاشات شعار «جنود الرب». ونقلت قناة «العربية» السعودية عن مصدر أمني قوله إن جهة خارجية تقف خلف الهجوم السيبراني.

لكن الغريب، جاء في ليل الأحد عندما نفت مجموعة «جنود الرب» علاقتها بأعمال القرصنة تلك، واعتبرت أن ما جرى «فعل شيطاني»، رافضة زج اسمها بالعمل.

المجموعة قالت إنها عندما تقوم بأي أمر تعلن عنه على «رأس السطح» وعبر صفحاتها الرسمية، مشددة على أن لا أعداء لديها في الوطن «سوى إبليس»، وأنها غير منتمية لأي حزب أو طرف سياسي.

واليوم الإثنين، أكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية أن مطار بيروت يعمل بلا مشاكل، وجارٍ العمل للتعرف على مصدر الاختراق الذي أدى إلى تعطل نظام تفتيش الحقائب.

وأوضح الوزير، في مؤتمر صحفي، أن الأجهزة الأمنية مستمرة في عملها لمعرفة مصدر ونوع الهجوم الإلكتروني الذي وقع في مطار بيروت أمس الأحد.وتابع أن «بعض الأضرار وقعت لكن أمكن حصرها ويجري العمل على معالجتها والأمور عادت إلى طبيعتها بنسبة 80 إلى 90%».

خلفيات «جنود الرب» وآفاق تحركها مستقبلاً

يعتقد متابعون أن الطريقة الاستعراضية، شكلاً ومضمونًا، التي يحرصون على الظهور بها، والنبرة العالية في كلامهم، إضافة إلى انطلاقهم من منطقة شهدت حساسية في الفترة الأخيرة، كل ذلك يدعو إلى توجيه علامات استفهام حول خلفيات هذه الجماعة وآفاق تحركها مستقبلاً، وذلك رغم عدم ظهورهم بمظهر مسلح جماعي حتى الآن.

وانتشرت للمجموعة مقاطع فيديو في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شبان بمظاهر دينية مبالغ فيها، يتكلمون بأسلوب حاد.أمّا بداية الانخراط في القضايا المجتمعية محل الخلاف كانت بإحراق علم للمثليين رسم بالورود في منطقة الأشرفية، لتتبعه مقاطع أخرى تعرف بالمجموعة وتدعو إلى الحفاظ على المناطق المسيحية من انتشار الظواهر الشاذة.

«جنود الرب» في مواجهة «مشروع ليلى»

الظهور العلني اللافت لتنظيم «جنود الرب» أواخر عام 2019 خلال الاعتراضات على تنظيم حفل لفرقة تدعى «مشروع ليلى» في حيّ الجميزة ذي الهوية المسيحية بالأشرفية، واتهام الفرقة بالترويج للشذوذ الجنسي. وقتها انتشرت فيديوهات تظهر مجموعة كبيرة من أفراد التنظيم بسيوف وصلبان مسننة، ولباس أسود موحد، وعلى وقع التراتيل الدينية والصلوات، يهددون المروجين للمثلية الجنسية ويتوعدون بمنع أنشطتهم.

وعندما وقعت اشتباكات مذهبية بين الشيعة والمسيحيين يوم التظاهرة الشهيرة في أكتوبر 2021 التي قام بها أنصار «حزب الله» وحركة «أمل» ضد المحقّق العدلي في جريمة انفجار ميناء بيروت، ظهر اسم «جنود الرب» خلال التحقيقات.

مرة ثالثة ظهر عناصر التنظيم عندما تصدت للجماهير التي كانت تحتفل بفوز المنتخب المغربي على البرتغال في ربع نهائي كأس العالم، وتأهلها الى الدور النصف نهائي، والذي تزامن مع احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد، الأمر الذي أدى الى حدوث إشكال مذهبي كاد أن ينقل البلد إلى مأزق أمني جديد.

المؤسس والقائد: «جنود الرب أولاد الكنيسة»

في مقابلة نادرة لمؤسس وقائد التنظيم جوزيف منصور مع موقع «الحرة» الأميركية، يعرف تنظيم «جنود الرب» بأنهم «أبناء الرب يسوع، أولاد الكنيسة، فكل شخص معمد باسم الأب والابن والروح القدس هو تلميذ الرب يسوع حسب الكتاب المقدس».

الصورة الذهية التي يريد التنظيم إلقاءها إلى ملعب الأحداث السياسية ذات صبعة دينية مسيحية، توحي بأن تأسيس التنظيم واسمه ينطلق من المعتقدات المسيحية، كإطار ديني.

مصادر تمويل التنظيم

ولا يزال مصادر تمويل التنظيم غامضة، في ظل الحديث عن تمويل ذاتي من تجار ورجال أعمال، لكن معلومات نقلتها وسائل إعلام لبنانية انتشرت على نطاق واسع تشير إلى أن الجزء الأكبر من التمويل يقع على عاتق أنطون صحناوي، وهو رئيس مجلس إدارة مصرف «سوسيتيه جنرال»، ورجل أعمال لديه العديد من الأنشطة التجارية.

مراقبون يتخوفون من توسع نوفذ الجماعة في ظل حالة السيولة الأمنية حاليًا، وسط ترقب لعمليات عسكرية يمكن لحزب الله أن يقوم بها في العمق الإسرائيلي ردًا على عمليات الاغتيال الأخيرة، وهو ما يجعل جنوب لبنان منطقة عمليات عسكرية مفتوحة.

اقرأ أيضًا

- لبنان أمام لُغز «الحرب الشاملة»: تسخين «فوسفوري».. وكل الاحتمالات واردة

- الكويت تحذر رعاياها في لبنان

- المستشفيات اللبنانية تتأهب لمواجهة خطر «الحرب المرتقبة»

- «خليجيون» تستكشف سيناريوهات انفجار الجبهة اللبنانية بعد اغتيال العاروري؟

أهم الأخبار