فلسطينية تخرج من القبر لتحكي تفاصيل دفنها حية على أيدي جنود الاحتلال

فلسطينية تخرج من القبر لتحكي تفاصيل دفنها حية على أيدي جنود الاحتلال
هديل الدحدوح
القاهرة: «خليجيون»

كشفت سيدة فلسطينية تفاصيل مأساوية لما ارتكبه بحقها قوات الاحتلال الإسرائلي، بعد اعتقالها في قطاع غزة أواخر العام الماضي، حسب مقابلة أجراها «ميدل إيست آي».

وكانت هديل الدحدوح هي المرأة الوحيدة التي اختطفها جنود الاحتلال بعد اقتحام حي الزيتون في غزة أواخر 2023، وكشفت أن قوات الاحتلال اختطفتها وزوجها وأصهارها وجيرانها، وحقنتهم بمواد مجهولة، وأخضعتهم لاستجوابات مطولة وعنيفة، وعذَّبتهم بالترهيب والإيهام بالإعدام.

وافقت شهادة هديل، التي روت فيها وقائع احتجازها، شهادات معتقلين آخرين اختطفتهم قوات الاحتلال بعد اجتياحها البري لقطاع غزة الفلسطيني، إذ قالت إن محنتها المروعة بدأت عندما حاصرت القوات الصهيونية منطقتها بالدبابات والمدرعات، ما اضطرها وعائلتها المكونة من زوجها وأطفالها وأصهارها وفردين من عائلة المغربي إلى التحصن بركنٍ من منزلهم الصغير.

وقالت هديل الدحدوح: «فقد «كنا نحتمي في الطابق السفلي حين قصف الجنود أحد الجدران واقتحموا المنزل، وأخذونا جميعاً إلى الخارج وفصلوا الرجال عن النساء».

تعذيب وحقن بمواد مهلوسة

وأوضح: «ناداني أحد الضباط وقال: (تعالي إلى هنا، سنُجري فحصاً لك)، وسألته عن نوع الفحص، فأخبرني أنه سيكون فحصاً صغيراً على يدي، وأنني سأعود إلى طفليّ بعدها». وقالت هديل إنها قبل أن تغادر قبو منزلها، سلَّمت طفلها محمد (4 سنوات) ورضيعها زين (9 أشهر) إلى حماتها.

وتابعت هديل: «أخذنا الجنود بعد ذلك إلى منزل آخر أُخلي من سكانه في حي الزيتون. وما إن دخلنا حتى بدأوا بضربنا وتعذيبنا، وأبقونا هناك بعض الوقت، ثم أتى جندي، وحقن الرجال بحقنة في أسفل ظهورهم. فبدأوا بالهلوسة بعد مدة وجيزة ولم يكونوا بوعيهم الكامل».

وأكدت هديل أن أحد الجنود أجبرها على وضع رأسها على الأرض وذراعيها مقيدتين خلف ركبتيها، وكشفوا ظهرها، وحقنوها بمادة ما في موضع قريب من الحبل الشوكي، قائلة «أرغموني على الجلوس على هذه الحال مدة تزيد على ساعة، ومنعوني من التحرك. فإذا بدرت مني حركة، كانوا ينهالون عليَّ بالضرب».

وفي اليوم الثالث حفرت لهم القوات الصهيونية حفرة، وألقت بها مع عشرات الرجال الآخرين فيها، وأوضحت: «فأخذت أبكي وأصرخ، وأسأل: ماذا تفعلون بنا؟ فقال لي أحد الضباط سأدفنك حية. وقلت له: أطلقوا النار علينا مباشرة، هذا أفضل من تعذيبنا بهذه الطريقة».

هديل الدحدوح: نزعوا حجابي ودفنوني حية

لكن الضابط الصهيوني «انهال عليَّ بالضرب والسب، ثم نزع حجابي، وكنت أبكي، وشعرت بسقوطي في الحفرة، وكنت معصوبة العينين، ولكنني استطعت الرؤية قليلاً من خلال العصابة التي كانت على عيني. فرأيتهم يأخذون زوجي، ويطرحونه أرضاً قرب دبابة، وتظاهروا بأنهم سيدهسونه. ثم سمعت طلقتين ناريتين، وقال لي جندي: (لقد قتلت زوجك)».

وظنت هديل بعد ذلك أن زوجها مات، وظلت على مدار الـ 54 يوماً التالية تظن نفسها أرملة، ولم تدرك إلا بعد إطلاق سراحها أن زوجها لا يزال على قيد الحياة وأن الجندي أوهمها بإعدام زوجها.

دفنوها مع بعض الرجال تحت غطاء من الرمال

وأكملت هديل حديثها بالقول إن الجنود دفنوها مع بعض الرجال تحت غطاء من الرمال، وأبقوهم في الحفرة بعض الوقت، ثم أخرجوهم ونقلوهم إلى مركز احتجاز، و«بعد ذلك بوقت قصير، أركبونا شاحنة عسكرية وأخذونا إلى حدود غزة، وتركونا 3 أيام بلا أي طعام».

بعدها نقلتهم قوات الاحتلال إلى مركز احتجاز في القدس، وفتشوهن بعد نزع الملابس عنهن، وصادروا متعلقاتها.

وأضافت هديل أن إن القوات الصهيونية نقلتها بعد ذلك إلى مركز احتجاز في بئر السبع، وتعرضت هناك أيضاً للضرب والتعذيب والركل على جرح بطنها من أثر عملية الولادة القيصرية.

اقرأ أيضا:

«الزنانة الملعونة ترارا».. شاهد أطفال غزة يواجهون الخوف بالترند والغناء

الاحتلال يوزع الموت «جوعا» على شيوخ غزة

داعية كويتي يثير الجدل بسبب سؤال مرتبط بغزة والنبي

ثم نقلت هديل الدحدوح بعد ذلك إلى سجن الدامون في الكيان الصهيوني، وتعرضت للتعذيب هناك 6 أيام، قبل أن ينقلوها أخيراً إلى معبر كرم أبو سالم عند السياج الفاصل مع غزة، حيث تركوها هناك وأمروها بالتوجه نحو غزة وألا تلتفت وراءها.

ومنذ السابع من أكتوبر تشن قوات الاحتلال الصهيوني حربا ضد الفلسطينيين في غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 33 ألف معظمهعم من النساء والأطفال، فيما أصيب عشرات الآلاف بإصابات خطيرة. وأخيرا تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف إطلاق النار.

أهم الأخبار