«خليجيون» تستطلع الساعات الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات الكويتية

«خليجيون» تستطلع الساعات الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات الكويتية
انتخابات مجلس الأمة الكويتي. أرشيفية
القاهرة: أحمد كامل

ساعات قليلة ويدلي الكويتيون بأصواتهم اليوم الخميس لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، في أول انتخابات تشريعية تُنظّم في عهد الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إذ يرى محللون أن هناك بعض الخطابات التصعيدية في ظل وضع غير حزبي منضبط.

ودُعي نحو 835 ألف ناخب وناخبة، 51% منهم من النساء، إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 نائباً يمثّلون خمس دوائر انتخابية، لولاية مدتها أربع سنوات. ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين عند منتصف النهار، على أن تُغلق الصناديق عند منتصف الليل، لتنطلق بعدها عملية فرز الأصوات.

ويرى المحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، أن الكويت أجرت كل الاستعدادات اللازمة لإتمام العملية الانتخابية، متوقعا أن تمر تلك الانتخابات بشكل طبيعي.

ويقول المناع في تصريح إلى «خليجيون»: «إن هناك 200 مرشح يتنافسون على مقاعد مجلس الأمة وليس هناك ما يثير مشاكل سوى بعض الخطابات التصعيدية كنتيجة لوضع حزبي غير منضبط». ولكن انهىت مع فرض الصمت الانتخابي.

ويعرب المناع عن أمله في أن تسفر الانتخابات عن برلمان أكثر «هدوءا وعقلانية» وان يكون حريصا على التعاون مع الحكومة والسلطة التنفيذية خاصة في ظل حكم أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء.

ويتوقع المحلل السياسي الكويتي، أن يجدد الأمير مشعل، تكليف الشيخ محمد صباح السالم الصباح بتشكيل الحكومة بعد انتهاء الانتخابات.

ويشدد المناع على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة بعد انعقاد مجلس الأمة بأسبوعين، وتقديم برنامجها وما تتضمنه وكيفية تعامل الوزراء مع البرلمان، مع التأكيد على ألا يزيد أعضاء مجلس الأمة من الوزراء عن ثلث المجلس.

تدارك اخطاء البرلمانات السابقة

ويرجح الدبلوماسي المصري السفير رخا أحمد حسن، أن يختلف أداء أعضاء مجلس الأمة الكويتي الجديد عما سبقه من برلمانات أخرى، تحسبا لأي لحظة حل سريع.

ويشير رخا في تصريح إلى «خليجيون»، إلى أن الكويت تمتاز بمناخ ديمقراطي فريد من نوعه بين البلدان العربية من حيث المعارضة والمراقبة الدورية لأداء السلطة التنفيذية وسط ملاحظة فورية من أمير البلاد.

وهذه ثاني انتخابات تنظّم خلال شهر رمضان منذ بدء الحياة السياسية في الكويت ورابع انتخابات برلمانية في أربع سنوات. كما تجري بعد أقل من عام عن آخر انتخابات أفضت إلى فوز قوى المعارضة بغالبية المقاعد.

37 إعلامياً وصحفياً

واجتمع 37 إعلامياً وصحفياً من ممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية استعداداً لتغطية العرس الانتخابي، حسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وكان مجلس الوزراء الكويتي قد قرر في جلسته الثلاثاء، تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة غدا الخميس 4 أبريل واعتباره «يوم راحة»، نظرا لصدور المرسوم رقم 29 لسنة 2024 بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة في اليوم ذاته.

أمير الكويت يحذر من انتخاب هؤلاء النواب بمجلس الأمة

في سياق المشهد الانتخابي، دعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحد الجابر الصباح، شعبه إلى اختيار من يمثلونهم، محذرًا إياهم من المرشحين أصحاب المصلحة الشخصية، أو مفتعلي الأزمات ومن تورطوا في المساس بالثوابت الدستورية.

نصب الناخبين الكويتيين نساء

ويرى إبراهيم دشتي المرشّح الى الانتخابات أن «هذه العملية الديموقراطية مختلفة عن سابقاتها».

ويضيف لوكالة فرانس برس أن البرلمان الجديد «قد يساهم في تحديد من سيكون ولياً للعهد، أي من سيكون أمير الكويت المقبل».

مرشح كويتي: هذه العملية الديموقراطية مختلفة عن سابقاتها

وأُعلن منتصف يناير الماضي تشكيل أول حكومة في عهد الشيخ مشعل برئاسة الشيخ محمد صباح السالم الصباح الذي عُيّن أيضاً نهاية الشهر نفسه نائباً للأمير طوال فترة غيابه عن البلاد إلى حين تعيين ولي للعهد.ولم يسبق لأي برلمان أن رفض الموافقة على تسمية ولي العهد في تاريخ الكويت، وإن حصل ذلك يزكّي الأمير، وفق الدستور، ثلاثة مرشحين، يُبايع مجلس الأمة أحدهم، ليكون أمير الكويت المقبل.

ثمانية أشهر لاختيار ولي العهد الكويتي

ولا يزال أمام أمير الكويت الذي تولّى الحكم منتصف ديسمبر الماضي، نحو ثمانية أشهر وفق الدستور، لاختيار ولي العهد، إذ يتمتع البرلمان بصلاحية مبايعة أو رفض من يختاره الأمير، في جلسة برلمانية خاصة.

وكانت مضت تسعة شهور على بدء عمل البرلمان السابق حين صدر منتصف فبراير الماضي مرسوم أميري بحلّه، بسبب إساءة من نائب للأمير خلال جلسة برلمانية.

تحديات خطة 2018 لتنويع الاقتصاد.. ومحللون: الإصلاحات السياسية ضرورية

وتأتي هذه الانتخابات أيضاً وسط تحديات عدة، خصوصاً مع سعي الحكومات المتعاقبة في الكويت على تنفيذ خطة إصلاحية أقرّت في العام 2018 لتنويع الاقتصاد والحدّ من الاعتماد على الذهب الأسود، فيما يشير محللون إلى أن الإصلاحات السياسية ضرورية في المرحلة المقبلة.

وشهدت الكويت منذ بَدء الحياة البرلمانية فيها قبل 61 عاماً حلّ مجلس الأمة 12 مرّة، وخلّف تكرار الحلّ وإجراء الانتخابات خلال السنوات الماضية حالة من الإحباط لدى الكويتيين.

ويخوض هذه الانتخابات العشرون في الكويت، 200 مرشح ومرشحة بينهم 47 نائباً من المجلس المُنحل. ورغم أن غالبية الناخبين من النساء، فهناك فقط 13 مرشحة للظفر بمقعد نيابي، إذ لم تشهد الانتخابات الأخيرة سوى فوز مرشحة واحدة هي جنان بوشهري. ومن المنتظر أن تُعلن النتائج الجمعة، يعقبها إعلان استقالة الحكومة وفق الدستور.

وتعدّ تلك الانتخابات، رابع انتخابات برلمانية تُنظم في الكويت منذ عام 2020، فقد أجريت انتخابات في الخامس من ديسمبر 2020، وعقد المجلس أولى جلساته في 15 ديسمبر من ذلك العام وتم حله في الثاني من أغسطس 2022.

وفي 29 سبتمبر 2022، أُجريت انتخابات برلمانية، لكن هذه المجلس تم إبطاله في 19 مارس 2023 بقرار من المحكمة الدستورية، وإبطال العملية الانتخابية بأكملها، وعودة مجلس الأمة 2020، بسبب بطلان مرسوم حل مجلس الأمة 2020، تبعته انتخابات مجلس الأمة في 6 يونيو 2023، وفي 15 فبراير 2024 صدر مرسومٌ أميريٌ بحل المجلس.

اقرأ المزيد:

السعودية تسبح منفردة.. «الأحمر» يخيم على أغلب مؤشرات البورصات الخليجية

الاحتلال: الغزاوي صالح الجعفراوي عميل سري لإسرائيل

«أوبك+» تتجنب التصعيد وتبقي على معدلات إنتاح النفط

أهم الأخبار