صحيفة أمريكية تكشف معاناة لاعبات كرة القدم الاسبانية.. .قبلة كاس العالم مجرد انذار وماخفي كان أعظم

صحيفة أمريكية تكشف معاناة لاعبات كرة القدم الاسبانية.. .قبلة كاس العالم مجرد انذار وماخفي كان أعظم
منتخب اسبانيا لسيدات كرة القدم
ترجمة - ناهد علي

ألقت الكاتبة الصحفية بياتريس ريوس في مقال مطول بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على معاناة لاعبات كرة القدم في اسبانيا بعد الزخم العالمي الذي صاحب القبلة غير مرغوب فيها التي قام بها رئيس اتحاد الكرة تجاه إخدى اللاعبات، لدرجة أن هذا الحادث حول فوز إسبانيا بكأس العالم إلى حساب علني غير مريح لمن يديرون منظومة كرة القدم النسائية باسبانيا

تقول الكاتبة: لكن فريق السيدات الإسباني يستفيد إلى أقصى حد من هذه اللحظة، مستغلا زيادة الاهتمام بفريقه لتعزيز الضغط المستمر منذ سنوات من أجل التغيير في كيفية إدارة كرة القدم النسائية في البلاد.

فقد أمضت اللاعبات الإسبانيات سنوات في لفت الانتباه إلى ما يقلن إنه نمط من الإدارة السيئة والتمييز الجنسي والافتقار إلى الطموح في برنامج السيدات - لكن تم تجاهلهن إلى حد كبير.

السؤال الآن: مع كأس العالم واهتمام العالم، هل سيكون هناك أي تغيير؟

في الأيام التي تلت قيام رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس بإمساك وتقبيل لاعبة خط الوسط جيني هيرموسو، تجاهلت مؤسسة كرة القدم في البلاد إلى حد كبير دعوات التغيير حتى يوم الاثنين، عندما أصدر اتحاد الكرة الاسباني بيانا ودعا روبياليس إلى الاستقالة "على الفور".

مظاهرات نسائية غاضبة تعم أسبانيا للمطالبة بعزل رئيس اتحاد كرة القدم

رفض روبياليس التنحي، وألقى خطابا متحديا ادعى فيه أن القبلة كانت "بالتراضي" وألقى باللوم على "النسوية المزيفة" في مأزقه.

وقالت داناي بورونات، وهي صحفية ومؤلفة كتاب باللغة الإسبانية عن كرة القدم النسائية، إن القبلة كانت مجرد غيض من فيض، وإن رد فعل روبياليس زاد من الدعوات للإطاحة به.

وقال بورونات: "لو اعتذر روبياليس بصدق لهيرموسو وبقية اللاعبين في اليوم التالي وقال إنه سيستمع إلى مطالب اللاعبين ويحاول فهم مطالبهم في كل مجال،.. .لو كانت هذه هي الرسالة، لكان الصراع قد انتهى. اللاعبون يقدرون إيماءات الاتحاد".

وقال جميع أعضاء الفريق الفائز بكأس العالم وعددهم 23 لاعبة إنهن لن يلعبن مع المنتخب الوطني طالما ظلت إدارة الاتحاد كما هي. إذا كان الأمر كذلك، فستكون إسبانيا من بين المرشحين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية العام المقبل في باريس.

وفي بيان وقعه عشرات اللاعبات، قالوا إنهم "يتوقعون ردا قويا من السلطات العامة حتى لا تمر هذه الإجراءات دون عقاب" ودعوا إلى "تغييرات هيكلية حقيقية من شأنها أن تساعد المنتخب الوطني على مواصلة النمو".

وكتبت اللاعبات: "يحزننا أن مثل هذا الحادث غير المقبول يشوه أعظم إنجاز رياضي لكرة القدم النسائية الإسبانية

ليست هذه هي المرة الأولى التي يشتبك فيها اللاعبون الإسبان مع اتحاد كرة القدم

ففي عام 2015، طالبت اللاعبات باستقالة إغناسيو كويريدا، مدرب الفريق لمدة 27 عاما، بعد خروج مبكر من كأس العالم واتهموا كيريدا لاحقا بالتحيز الجنسي وسوء المعاملة. تم استبدال بالمدرب الحالي والمدير الرياضي، خورخي فيلدا، لكن بقيت بعض المشكلات الهيكلية نفسها.

بعد خسارتهم أمام إنجلترا في الدور ربع النهائي من بطولة أوروبا 2022، ضغطت اللاعبات الإسبانيات على الاتحاد لأخذ كرة القدم النسائية بجدية أكبر.

وقالت بورونات إن اللاعبات يرغبن في الارتقاء بكرة القدم النسائية إلى مستوى النخبة لكنهن بحاجة إلى مزيد من الدعم بما في ذلك أخصائيو العلاج الطبيعي وأخصائيو التغذية.

كما كانت اللاعبات غير راضيات عن فيلدا، التي اعتبره البعض رمزا لللامبالاة الإسبانية بكرة القدم النسائية. وقال بورونات إن بعض اللاعبين رأوه غير مؤهل لتدريب فريق من عيارهم. واشتكى آخرون من أنه كان مسيطرا.

وعندما لم يستجب الاتحاد لمخاوفهم، أرسلت مجموعة من 15 لاعبا بريدا إلكترونيا إلى الاتحاد ليقولوا إن الظروف في الفريق تؤثر سلبا على صحتهم وطلبوا عدم استدعائهم حتى يتم حل الموقف.

رفضت الاتحاد الاسباني مطالبهم وانتقدتهم. وحذر الاتحاد من أن «اللاعبين الذين استقالوا لن يعودوا إلى المنتخب الوطني إلا في المستقبل إذا اعترفوا بخطأهم واعتذروا، وعندما حان الوقت لاختيار فريق لكأس العالم، تم استدعاء ثلاثة فقط من أصل 15 لاعبا اشتكوا إلى الاتحاد

وتناولت نجمة برشلونة أيتانا بونماتي، التي شكلت الفريق، هذه القضية في مقال في صحيفة "بلايرز تريبيون" في بداية كأس العالم في يوليو: "شعرت أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم بحاجة إلى الاستثمار أكثر فينا يجب إجراء بعض التغييرات إذا أردنا الفوز بالبطولات الكبيرة. وهو ما نريد القيام به، وإلا فما هي الفائدة؟"

تم تلبية بعض مطالب اللاعبات في نهاية المطاف. لكن الإحباط بلغ ذروته عندما ألقى روبياليس - الذي التقطت الكاميرا أفعاله - خطابه المتحدي وغير الاعتذاري.

«هذا الخطاب فتح الجرح لنا جميعا»، هكذا قالت فيرو بوكيتي، وهي لاعبة إسبانية تم استبعادها لسنوات من المنتخب الوطني بعد أن قادت احتجاجا على كويريدا، في مقابلة مع المنشور الإسباني نيوترال.

وقالت بوكيتي إن فشل روبياليس في تحمل المسؤولية يثير الغضب. وقالت إن ما زاد الأمر سوءا هو أن أعضاء آخرين في اتحاد الكرة والموظفين يضحكون ويصفقون.

بعد الخطاب، اجتمع أكثر من مائة لاعب من أجيال مختلفة على تطبيق واتساب للموافقة على تغريدات وبيانات تدعو إلى إصلاح شامل لقيادة الاتحاد قبل عودتهم إلى أرض الملعب.

إنهم يتجمعون تحت هاشتاغ "Se acabó" أو "انتهى الأمر".ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان روبياليس سيفقد وظيفته.

وقالت بورونات، التي تغطي كرة القدم النسائية منذ سنوات، إنه سيكون من الصعب على الاتحاد عدم القيام بأي شيء، خاصة وأن المجتمع الإسباني يبدو أخيرا قد سئم من عدم احترام اللاعبات.

"لا يوجد طريق للعودة"، قال بورونات. "لن يمنعوا هذا من الحدوث، خاصة بعد أن قال العديد من اللاعبين، " كفى ". لن يتسامح المجتمع الإسباني مع هذا النقص في الاحترام والازدراء تجاه لاعبات كرة القدم بعد الآن".

بقلم بياتريس ريوس

انضمت بياتريس ريوس إلى واشنطن بوست في عام 2022 كمراسلة ومساعدة أخبار مقرها في بروكسل. وقد غطت شؤون الاتحاد الأوروبي منذ عام 2015.

مظاهرات نسائية غاضبة تعم أسبانيا للمطالبة بعزل رئيس اتحاد كرة القدم بسبب "قبلة كأس العالم للسيدات"

رئيس الفيفا يعلق على واقعة قبلة كأس العالم

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار