صمت إماراتي أمام اتهامات البرهان.. محللون: خيارات الجيش السوداني «ضيقة»

صمت إماراتي أمام اتهامات البرهان.. محللون: خيارات الجيش السوداني «ضيقة»
لقاء البرهان ومحمد بن زايد في 14 فبراير.(أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

تلتزم الإمارات صمتا رسميا حيال اتهامات يوجهها الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي بدعم خصومه قوات الدعم السريع، التي تحقق مكاسب متسارعة في حرب أهلية غير مسبوقة في السودان، فيما عد محللون هذا التصعيد الكلامي من قبل الجيش بأنه «تصرفات يائسة من قوة تضيق الخيارات أمامها».

ولم ترد السلطات الاماراتية على طلب وكالة فرانس برس التعليق على اتهامات الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، التي زعم فيها دعم الإمارات لقوات الدعم السريع التي يقودها الفريق دقلو، وذلك في خطاب حماسي أمام جنوده في الثامن والعشرين نوفمبر.

التصعيد بين الجيش السوداني

التصعيد سبقته نذر مبكرة في أغسطس الماضي، إذ نفت الامارات بحزم معلومات نسبتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الأميركية عن مسؤولين أوغنديين، قالوا إنهم عثروا على أسلحة في طائرة شحن كان يفترض أن تنقل مساعدات إنسانية إماراتية الى لاجئين سودانيين في تشاد.

نازحون سودانيون يصلون مدينة القضارف. (أ ف ب)
نازحون سودانيون يصلون مدينة القضارف. (أ ف ب)

غير أن متظاهرين سودانيين هاجموا الإمارات في نوفمبر، لترد أبوظبي بطرد دبلوماسيين سودانيين بحسب وزير الخارجية السوداني علي صديق الموالي للجيش. وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي السوداني «لم نطلب توضيحات من الإمارات على الرغم من توافر معلومات لدينا حول تورطهم في الحرب»، حسب تعبيره. وتابع «لكنهم بادروا بطرد دبلوماسيينا فاضطررنا للرد». وفي العاشر من ديسمبر، طلبت وزارة الخارجية السودانية من 15 دبلوماسيا إماراتيا مغادرة البلاد خلال «48 ساعة» بعدما اعتبرتهم أشخاصا غير مرغوب فيهم.

ود مدني في قبضة حميدتي

وتصاعدت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل مكثف، وذلك بعد أيام من انقضاء قمة دول مجموعة إيغاد بشأن السودان، ووصل الصراع ى مدينة استراتيجية كانت ملاذا لمئات الآلاف من النازحين، وأعلن قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، سيطرة قواته على مدينة ود مدني على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرق الخرطوم.

ويقول جلال حرشاوي الخبير في مركز أبحاث «رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت فور ديفنس اند سكيوريتي ستاديز»: «حتى وقت قريب، كان الفريق أول البرهان حذرا ودبلوماسيا وتجنب أي مواجهة كلامية مباشرة مع فاعلين رئيسيين مثل حفتر وروسيا وأبو ظبي»، حسب فرانس برس.

ويعتقد حرشاوي إن سلوك الجيش السوداني هو «تصرف يائس» من قوة «تضيق الخيارات أمامها» خصوصا على الصعيد العسكري أمام قوات الدعم السريع التي تسيطر على الخرطوم وغالبية إقليم دارفور إضافة الى مناطق أخرى يتمدد نفوذها فيها تدريجا». ويرى أن الجيش يسعى الى «الحصول على إدانات لإمدادات السلاح الإماراتية غير الشرعية لقوات الدعم السريع».

وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 الف قتيل حتى مطلع ديسمبر وفقا لحصيلة بالغة التحفظ لمنظمة أكلد المتخصصة في احصاء ضحايا النزاعات. كما أدت الى نزوح 4، 5 مليون شخص داخل البلاد فيما لجأ أكثر من 1، 4 مليون الى الدول المجاورة.

اقرأ أيضا:

خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟

أهم الأخبار