بمباركة العليمي.. ضربات أميركية جديدة تقصف اليمن

بمباركة العليمي.. ضربات أميركية جديدة تقصف اليمن
مدمرة أميركية تبحر في البحر الأحمر. (أ ف ب)
القاهرة: «خليجيون»

في هجوم رابع خلال أسبوع واحد، شنّ الجيش الأميركي فجر اليوم الخميس ضربات في اليمن على مواقع تقول إنها تابعة لمقاتلي الحوثيّ استهدفت صواريخ كانت معدّة لإطلاقها على خطوط الملاحة البحرية التي أصبحت منذ أسابيع هدفاً لهجماتهم، فيما قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يوم الأربعاء إن ما وصفه بتعنت جماعة الحوثي إزاء مساعي السلام وهجماتهم على منشآت النفط وخطوط الملاحة أمور تستدعي اتخاذ مواقف دولية حازمة.

وتأتي هذه الضربات في الشرق الأوسط، المنطقة التي تقترب أكثر فأكثر من حريق إقليمي، بُعيد ساعات قليلة على إعادة إدراج واشنطن الحوثيين اليمنيين على لائحتها للكيانات «الإرهابيّة» بسبب استمرارهم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وبُعيد ساعات على تبنّي الحوثيين هجوماً جديداً على سفينة أميركية في البحر الأحمر، أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للمتمرّدين أنّ غارات استهدفت فجر الخميس عدداً من المحافظات اليمنيّة. وأفادت «المسيرة» في نبأ عاجل بأنّ «العدوان الأميركي-البريطاني استهدف محافظات الحديدة، تعز، ذمار، البيضاء وصعدة».

بدورها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن العليمي تجديده التأكيد خلال استقباله سفير الولايات المتحدة ستيفين فايغن على التزام المجلس والحكومة المعترف بها دوليا «بنهج السلام الشامل والعادل، ودعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية». وأشار إلى ما أسماه «التعنت المستمر» من قبل الحوثيين إزاء «مساعي السلام»، والتصعيد الحربي على مختلف الجبهات، فضلا عن «الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، مما يستدعي اتخاذ مواقف دولية حازمة».

أميركا تبرر الهدوم: صواريخ حوثية معدّة للإطلاق

من جهته، أعلن الجيش الأميركي أنّه قصف فجر اليوم الخميس في اليمن 14 منصّة صواريخ مُذَخَّرة كان الحوثيون قد جهّزوها لإطلاقها على خطوط الملاحة في البحر الأحمر. وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّه قرابة الساعة 23، 00 ت غ الأربعاء نفّذ الجيش الأميركي «ضربات على 14 صاروخاً للحوثيين المدعومين من إيران كانت معدّة للإطلاق من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن».

اقرأ المزيد:

هجمات الحوثي تربك حسابات «ثالوث» الاقتصاد العالمي

وأضافت سنتكوم أنّ «هذه الصواريخ التي كانت على منصّات الإطلاق، مثّلت خطراً داهماً على السفن التجارية والمدمّرات التابعة لسلاح البحرية الأميركية في المنطقة، وكان يمكن إطلاقها في أيّ لحظة، ممّا أدّى إلى تدخّل القوات الأميركية لممارسة حقّها الأصيل وواجبها في الدفاع عن نفسه». ونقل البيان عن قائد سنتكوم إريك كوريلا قوله «سنواصل أنشطتنا لحماية حياة البحارة الأبرياء»، حسب تعبيره.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال هاني كايد (44 عاماً) وهو من سكّان الحُديدة إنّه سمع صوت انفجار «قرابة الساعة 2:16 صباحاً« بالتوقيت المحلّي مصدره شرق المدينة قرب المطار.

وأتت الضربات الأميركية الجديدة بُعيد تبنّي الحوثيين هجوماً استهدف سفينة قبالة ساحل اليمن. وقال المتحدث العسكري يحيى سريع في تصريح متلفز، إنّ القوّات البحريّة التابعة للحوثيّين استهدفت السفينة الأميركيّة جينكو بيكاردي في خليج عدن «بعدد من الصواريخ البحريّة المناسبة»، متعهّدا مواصلة شنّ هجمات في إطار الدفاع عن النفس ودعماً للفلسطينيين في غزة.

وحسب سنتكوم، تعرّضت السفينة لهجوم بطائرة مسيّرة لم يسفر عن إصابات لكنّه خلّف أضراراً طفيفة بالسفينة. والسفينة التي ترفع علم جزر مارشال تملكها وتديرها الولايات المتحدة، حسب المصدر نفسه.

الحوثي: مستمرون في استهداف السفن

وإثر الغارات الجديدة فجر الخميس، أكّد الحوثيّون مجددا مضيّهم في استهداف الملاحة البحريّة. ونقلت قناة المسيرة عن «مصدر عسكري« في الجماعة المتمرّدة قوله «مستمرّون في استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مهما حاول العدوان الأميركي-البريطاني منعنا من ذلك«.

وبدأ الحوثيون منذ أسابيع استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر أو قرب مضيق باب المندب، قائلين إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. ووضع المتمردون اليمنيون هذه الهجمات في إطار دعم الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وأول من أمس الثلاثاء، دمّرت القوات الأميركية أربعة صواريخ بالستية مضادّة للسفن كانت معدّة لإطلاقها من اليمن على سفن تجارية وحربية قبالة سواحل أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية. وكانت تلك الضربة الثالثة على الأقلّ التي تشنّها الولايات المتحدة خلال أسبوع ضدّ الحوثي.

وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة الأسبوع الماضي غارات استهدفت 30 موقعا في اليمن، قبل أن تستهدف القوّات الأميركيّة في اليوم التالي قاعدة جوّية في صنعاء، العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيّين منذ 2014 بزعم ردع هجماتهم المتكرّرة على الملاحة الدوليّة في البحر الأحمر. وردّاً على هذه الهجمات اعتمدت واشنطن استراتيجية تقوم على شنّ هجمات عسكرية ضدهم وإنشاء تحالف دولي للمساعدة في حماية الملاحة من هجماتهم.

والأربعاء أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون أنّه طالب نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش منتدى دافوس الاقتصادي بأن توقف طهران دعم الحوثيّين. وكتب كامرون على منصّة إكس «يجب على إيران أن تتوقّف عن تزويد الحوثيين أسلحة ومعلومات استخباريّة وأن تستخدم نفوذها لوقف هجمات الحوثيّين في البحر الأحمر». وأضاف «يجب على إيران أيضا أن تتوقّف عن استخدام الوضع الإقليمي غطاءً للتصرّف بشكل متهوّر وانتهاك سيادة الآخرين. لقد أوضحتُ ذلك لوزير الخارجيّة أمير عبد اللهيان».

للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار