خليجيون| «المُسيرات» لم تزحزح أميركا من «المنطقة الدافئة» مع إيران

خليجيون| «المُسيرات» لم تزحزح أميركا من «المنطقة الدافئة» مع إيران
أميركا تواجه مأزقا جديدا في الشرق الأوسط. (أرشيفية
القاهرة: نصر عبد المنعم

تزايدت وتيرة الهجمات التي استهدفت أهدافًا أميركية في المنطقة، وأسفرت عن سقوط قتلى مؤخرا، في وقت اتهمت واشنطن علنا طهران بالوقوف خلفها، ما استدعى تساؤلات عن مبررات عدم انخراط الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع إيران بدلا من قتال ميليشياتها في بلاد متفرقة، بل والحفاظ على قواعد «المنطقة الدافئة» في المواجهة.

منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، تلقت واشنطن نحو 150 هجومًا ضد أهداف أميركية في العراق وسوريا واليمن أخرها هجوم بطائرة مسيرة، مساء الأحد، أسفر عن مقتل 3 عسكريين أميركيين وإصابة عشرات آخرين، كانوا متمركزين في شمال شرق الأردن، قرب الحدود مع سوريا.

هجمات يراها الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوي المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، «طبيعية في ظل فوضى المنطقة وصراع الإرادات والنفوذ بين الولايات المتحدة وإيران، ورغبة الأخيرة في الانتقام من هجمات إسرائيلية استهدفت عناصر في الحرس الثوري بلبنان وعناصر أخرى في اليمن».

على نحو صريح، اتهم الرئيس الأميركي جون بايدن إيران بالوقوف خلف هجمات الجماعات المسلحة الموالية لها. ورغم ذلك يستعبد الخبير العسكري في تصريح لـ«خليجيون»«أية مواجهة شاملة بين إيران والولايات المتحدة لخطورتها المدمرة على المنطقة وعلى مصالح واشنطن تحديدا والتي ستجد قواعدها كلها في المنطقة محاصرة بجماعات تدعمها إيران ماينذر بفوضي كبيرة».

في الأشهر القليلة الماضية، ضربت الولايات المتحدة أهدافا مرتبطة بإيران خارجها، وقال الجيش الأميركي في نوفمبر إنه ضرب منشأة لا تستخدمها جماعة مدعومة من إيران فحسب بل الحرس الثوري الإيراني نفسه أيضا.

في المقابل، يتهم الجمهوريون بايدن بالسماح بأن تصبح القوات الأميركية أهدافا سهلة في انتظار إفلات طائرة مسيرة أو صاروخ من دفاعات القواعد العسكرية. وردا على ذلك، يقولون إن على بايدن هذه المرة أن يضرب إيران.

ويقول السيناتور الجمهوري توم كوتون «لقد ترك قواتنا أهدافا سهلة.. .الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد القوات الإرهابية الإيرانية في إيران وفي أنحاء الشرق الأوسط».

وفي حين يسقط قتلى أميركيون في تلك الهجمات، يستبعد على رجب الباحث في الشأن الإيراني احتمال نشوب حرب مباشرة أو توجيه ضربات أميركية إلى الأراضي الإيرانية بسبب حساسية منطقة الخليج وقربها من مصادر الطاقة، فضلا عن طرق الملاحة.

ويسوق الخبير في الشأن الإيراني في تصريحات لـ «خليجيون» سببا أخر لتجنب الولايات المتحدة لضرب ايران مباشرة وهو عدم التورط في حرب تفتح جحيم الإرهاب على القوات والأهداف والمصالح الأميركية في المنطقة والعالم قائلا«أغلب الجماعات المسلحة الموالية لإيران مدربة ومنتشرة ويمكن أن توجه ضربات موجعة تهدد النفوذ والمصالح الأميركية في أهم مناطق نفوذها في العالم وهي الشرق الأوسط».

عوضا عن المواجهة العسكرية المباشرة، توصي دراسة صادرة عن مركز «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بعديد من مسارات العمل في «المنطقة الرمادية» ضد إيران، من بينها «القيام بأعمال تخريبية أو عمليات استخباراتية أو غيرها من الإجراءات التي لا ترقى إلى مستوى الحرب».

وفي الدراسة التي تحمل عنوان «استراتيجية محور المقاومة في الحرب بين إسرائيل وحماس، يقترح الباحث عيدو ليفي «استهداف أصول الحرس الثوري الإيراني أو البنية التحتية النووية داخل إيران، وتشديد نظام العقوبات ضد إيران والاستفادة من الدبلوماسية الصارمة لإجبار المزيد من الدول على الامتثال».

ويرى الباحث علي رجب «أن إيران أخر دولة يمكن تضربها الولايات المتحدة نظرا لأن الأولى تخدم مصالح الثانية وأحد أهم مسببات وجودها في المنطقة لأن الولايات المتحدة صدرت دوما خطر إيران على دول الخليج لتفرض نفوذها»، مؤكدا أن «واشنطن تقدر عواقب حرق المركب بمهاجمة دولة إسلاميةـ مهما كانت سياستها خاصة بعد تدهور سمعة أميركا نتيجة الدعم الأعمى لإسرائيل».

اقرأ المزيد

7 شهداء في عدوان إسرائيلي على موقع عسكري إيراني بدمشق

بوتين يفضل «الكرملين» عن التقاعد ويترشح رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية

صاحبة نفوذ.. نتيناهو يغازل قطر ويناشدها الإفراج عن الرهائن

أهم الأخبار