هنا «طنجرة اليأس»: العدوان الإسرائيلي يمحو 30% من غزة ويشرد 17 ألف طفل

هنا «طنجرة اليأس»: العدوان الإسرائيلي يمحو 30% من غزة ويشرد 17 ألف طفل
آثار الدمار في غزة. (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

أرقام صادمة حملها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، إذ أعربت الأمم المتحدة اليوم الجمعة عن مخاوفها من تدهور الأوضاع في جنوب قطاع غزة، قائلة إن ارتفاع عدد الباحثين عن الأمان في رفح جعل من المدينة أشبه بـ«طنجرة ضغط من اليأس».

في حين ظهرت صور التقطتها أقمار صناعية وحللها مركز تابع للأمم المتحدة أن 30% من المباني في قطاع غزة دُمرت كليا أو جزئيا خلال الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، وفق وكالة رويترز.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية في خان يونس، والذي أدى إلى زيادة عدد المتجهين جنوبا إلى رفح في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم أوتشا في جنيف ينس لاركي إن «معظمهم يعيشون في مبان موقتة أو خيام أو في العراء». ووصف رفح بأنها «بمثابة طنجرة ضغط من اليأس ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك».

وبحسب لاركي «تتعرض مدينة خان يونس أيضا لهجمات متزايدة، ومن المثير للصدمة أن نسمع عن القتال العنيف الدائر بالقرب من المستشفيات، مما يعرض للخطر سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين يبحثون عن ملجأ هناك».

ويشير الى أن شركاء مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في مجالي الغذاء والأمن أفادوا بأن نصف إجمالي المساعدات الغذائية المقدمة في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي تم توزيعها في رفح، مما يعكس تركز السكان هناك.

طفلة فلسطينية في مخيم لاجئين برفح. (أ ف ب)
طفلة فلسطينية في مخيم لاجئين برفح. (أ ف ب)

وعن توجه الناس جنوبا، تساءل لاركي «هل هم آمنون حقا؟ كلا. لا مكان آمنا في غزة، ولا في رفح أيضا». وأضاف «في كل أسبوع نعتقد أن الأمر لا يمكن أن يصبح أسوأ" متابعا «إنه يزداد سوءا».

منظمة الصحة

من جانبه، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن أن رفح كانت مدينة يسكنها حوالى 200 ألف شخص، لكن المنطقة أصبحت الآن تؤوي أكثر من نصف سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.

وقال عبر الانترنت من القدس «عندما تسمعون عن هجمات محتملة فلا ينبغي أن تحدث.. لا ينبغي مهاجمة رفح».

لا طعام ولا أمان في رفح

الأسبوع الماضي، دعت محكمة العدل الدوليّة إسرائيل، المسيطرة على كلّ معابر دخول المساعدات الدوليّة إلى قطاع غزّة الذي تفرض عليه حصارا تاما، الى اتخاذ «خطوات فوريّة» لتمكين توفير «المساعدات الإنسانيّة التي يحتاجها الفلسطينيّون بشكل عاجل». وأكد لاركي أنه في الأسابيع الأخيرة «لم ألحظ أي تحسن على الإطلاق في الوضع الإنساني في أي مكان بقطاع غزة».

13 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي

من جهته، يوضح بيبركورن أن منظمة الصحة العالمية خططت لإرسال 15 بعثة إلى شمال قطاع غزة الشهر الماضي، تم تسهيل ثلاث منها، بينما تم تسهيل أربع مهمات من أصل 11 مخطط لها إلى جنوب القطاع. ودعا إلى إقامة ممرات إنسانية.

ومن بين المستشفيات الـ 36 في غزة، هناك 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي واثنان آخران يعملان بالحد الأدنى.

وأوضح بيبركورن أن نحو 6000 شخص يعانون من إصابات الحرب و2000 شخص يعانون من حالات طبية أخرى يحتاجون إلى الإجلاء إلى مصر المجاورة، لكن 1243 مريضاً فقط تمكنوا من القيام بذلك حتى الآن. وأضاف«من المحبط للغاية أن هذا لا يحدث».

وتحدث أيضا عن قلق بالغ إزاء سوء التغذية في غزة والتهديد بالمجاعة. وأشار بيبركورن إلى أن غزة كانت مكتفية ذاتيا نسبيا في اللحوم والدواجن والبيض والأسماك والفواكه والخضروات، ولكن «تلك الصناعة بأكملها اختفت».

قبور في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. (أ ف ب)
قبور في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. (أ ف ب)

وبحسب أحمد ضاهر الذي يترأس مكتب غزة الفرعي في المنظمة وتحدث من القطاع فإن «الناس يبدون ضعفاء ونحيفين بشكل واضح بسبب نقص التغذية. وكل من نتحدث إليه يعاني الجوع».

بدورها، تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة باتوا غير مصحوبين أو انفصلوا عن عائلاتهم بعد مرور حوالى أربعة أشهر على بدء الحرب.

وقال جوناثان كريكس المتحدث باسم المنظمة في الأراضي الفلسطينية «هذا الرقم يمثل 1% من إجمالي عدد النازحين (البالغ 1، 7 مليون شخص)». وأكد "كل واحد لديه قصة خسارة وحزن مفجعة».

وأكد كريكس في مؤتمر صحفي في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من القدس إن تحديد هوية الأطفال «صعب للغاية»، لأنه في بعض الأحيان يتم نقلهم إلى المستشفى مصابين أو في حالة صدمة و«ببساطة لا يمكنهم حتى قول أسمائهم».

وتفيد اليونيسف إن «كل أطفال غزة تقريبا» البالغ عددهم مليونا يحتاجون إلى مساعدة على صعيد الصحة النفسية في مقابل نصف مليون قبل بدء الحرب الأخيرة في السابع من أكتوبر.

ويوضح كريكس «تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم ويعانون من نوبات انفعالية أو ذعر في كل مرة يسمعون فيها قصفا».

عموما، تعرف يونيسف الأطفال المنفصلين عن ذويهم بأنهم أولئك الذين هم بدون والديهم، في حين أن الأطفال غير المصحوبين بذويهم هم الأطفال المنفصلون والذين ليس لديهم أقارب آخرون أيضا.

تضرر 69147 مبنى في غزة

في هذه الأثناء، يشير مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) إلى "تضرر 69147 مبنى إجمالا، أي ما يعادل نحو 30 بالمئة من إجمالي المباني في قطاع غزة".

ويضيف المركز أن 22131 من مباني القطاع الفلسطيني دمرت، بالإضافة إلى 14066 مبنى آخر تعرض لأضرار بالغة و32950 لأضرار متوسطة.

واستعان المركز بصور الأقمار الصناعية الملتقطة في الفترة من السادس إلى السابع من يناير، وقارنها بست مجموعات أخرى من الصور يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل العدوان الإسرائيلي. وذكر المركز أن أكبر حجم للأضرار كان في مدينتي غزة وخان يونس مقارنة بتحليل سابق.

وتعرض 10280 مبنى لأضرار في غزة و11894 في خان يونس، مقارنة بالتحليل السابق الي أجراه المركز استنادا إلى صور ملتقطة في 26 نوفمبر. وأظهر التحليل أيضا تضرر نحو 93800 وحدة سكنية في قطاع غزة.\

اقرأ المزيد:

«خليجيون» تستطلع أبعاد الوساطة العمانية بين الحوثي والغرب

ما سر ارتباط الإيرانيين بــ«الأحجار الكريمة»؟

أهم الأخبار