رمضان في الكويت.. اصالة وعودة للتقاليد العربية الفريدة

رمضان في الكويت.. اصالة وعودة للتقاليد العربية الفريدة

رغم امتلاك الكويت لأشهر الفنادق والمطاعم والخيم الرمضانية، إلا انها تعتمد على التقاليد العربية الفريدة من نوعها في استقبال شهر رمضان الفضيل، حيث يعتبر أهل الكويت الشهر الكريم فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع.

وخلال الشهر الكريم يتم إعداد مآدب الإفطار حيث يجتمع الأهل والأصدقاء ويستمتعون بعدها بزيارات الأهل والأقارب والقيام بالتسوق حيث تفتح الأسواق والمجمعات التجارية أبوابها إلى ما بعد منتصف الليل.

تقاليد كويتية

ومن ضمن أبرز التقاليد التي تتبعها الحكومة الكويتية منذ أكثر من قرن وتحديداً منذ 112سنة، هو إطلاق مدفع رمضان اليدوي، حتى أصبح سمة مميزة للشهر الفضيل.

المدفع الحالي موجود في قصر نايف ويرمي طلقة واحدة مع آذان المغرب فيما ينقل الحدث عبر التلفزيون الرسمي في جميع أنحاء البلاد كل يوم خلال شهر رمضان.

بالفعل انه شهر التقوى والصدقة في أنحاء الكويت، يتجلى هذا الأمر في خيام الإفطار التي تقيمها الجمعيات الخيرية والشركات والأفراد، حيث تقدّم بسخاء وجبات الإفطار مجاناً من دون تمييز بين الأشخاص، فالمهم ألا يكون أي فرد على الأراضي الكويتية غير قادر على تناول وجبة الإفطار!

الفنادق والمطاعم

تستغل الفنادق والمطاعم هذه الفترة المباركة من السنة للتنافس على تصاميم ديكورات مستوحاة من التراث العربي الإسلامي لاستقطاب الزبائن لتناول أشهى الإفطارات.

تقاليد وعادات رمضان في الكويت

تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء روحانية خاصة تطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم. فشهر رمضان في الكويت لا يُشبه غيره من الشهور، طقوسه مختلفة يمارسها أهل الكويت ويعتبرونها فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع.وأبرز ما يميز رمضان في الكويت هو:

الديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية.

تسامر الحضور وبدء النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم مضيفة على الأجواء متعة ومرحاً.

إقامة مآدب عارمة (موائد الرحمن) في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال الشهر الفضيل.

«القرقيعان»، وهو عبارة عن خليط من المكسرات والملبس والحلاوة والشوكولاته يتم توزيعه على الأطفال الذين يدقون أبواب الأهل والأقارب والجيران بعد الإفطار ووقت السحور

احتفال الناس يومياً عند غروب الشمس بانطلاق مدفع الإفطار، حيث يجتمعون بكثافة قرب مكان المدفع منذ العصر، وعندما ينطلق يهلّلون ويزغردون. وقرب مكان المدفع يقع سوق المباركية التراثي قبلة الكويتيين في الشهر الفضيل، اذ يزدحم بالرواد من كل الجنسيات، ويتحول إلى ملتقى يجمع الأهل والأصدقاء، حيث المقاهي والمطاعم والمشروبات والمأكولات الشعبية الشهيرة مثل الكباب والكشري والفطير المشلتت والمشروبات الساخنة والباردة، والسهر حتى وقت السحور وساعات الفجر.

المباركية من الأسواق التراثية القديمة، ويقع في قلب مدينة الكويت، ويجد الزائر فيه كل احتياجاته من سلع ضرورية وتراثية وهدايا وتحف ومجوهرات من الفضة والذهب وملابس شعبية وغير شعبية وخزفيات ومشغولات يدوية ومأكولات بمختلف أصنافها، إلى جانب البخور والعطور ولوازم التجميل.

«الغبقة الرمضانية» إحدى العادات العريقة والتراثية، وترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، تعزز أواصر الترابط بين أبناء المجتمع، وتكون عبارة عن حفلات ضخمة تقام بعد صلاة التراويح في الفنادق والصالات الفخمة، وتقدم أطباق خاصة تعرف بـ«الغبقة».

لـ «أبو طبيلة» أو «المسحراتي» مكانة خاصة في هذا الشهر، وهو يسهر ليالي رمضان ويجوب الشوارع وهو يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور. ويقدم له أهل الكويت الطعام والشراب، وهكذا حتى أواخر ليالي رمضان، وفي النهاية يودع الشهر ويردد بصوت حزين «الوداع.. الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام».

في الأيام الأخيرة من رمضان تزدحم الأسواق بالناس الذين يشترون ملابس العيد ولوازمه، وبعد انقضاء الشهر الفضيل يذهب أهل الكويت إلى الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بالعيد، ويتبادلون الزيارات.

أهم الأخبار