اليمن.. هل تردع عقوبات واشنطن الحوثي في باب المندب؟

اليمن.. هل تردع عقوبات واشنطن الحوثي في باب المندب؟
حوثيون في باب المندب (أرشيفية: الإنترنت)
أبو ظبي - عمر عبد الظاهر

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس 8 ديسمبر، فرض عقوبات على عدد من الأشخاص والكيانات التي قالت إنهم مسؤولون عن تمويل جماعة الحوثي اليمنية.

يأتي الإعلان، الذي جاء عبر بيان لوزارة الخزانة الأميركية، بعيد تقارير عن عزم أميركي اتخاذ إجراءات ضد الحوثيين على خلفية تهديدهم الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.

إجراءات أميركية ضد الحوثيين على خلفية تهديدهم الملاحة الدولية في مضيق باب المندب

وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن احتجاز واستهداف عدد من السفن التجارية التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر، بعدما تبنوا المسؤولية عن توجيه طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل ردا على عدوانها المستمر على غزة من السابع من أكتوبر الماضي.

خيار أقل كلفة

وعلى الرغم من اعتبار وزارة الخزانة الأميركية - في بيانها الخاص بإعلان العقوبات - أنها تهدف إلى «تعطيل شبكات التيسير المالي والمشتريات التي تمكن جماعة الحوثي من «الأنشطة المزعزعة للاستقرار»، إلا أن متابعين للشأن اليمني قللوا من تأثيرها على نشاط الجماعة التي استطاعت خلال سنوات من الصراع مع جيرانها الخليجيين الحفاظ على إمدادات التسليح والتمويل رغم الجهود الكبيرة لمنعها.

سفينة في قبضة الحوثيين (الإنترنت)
سفينة في قبضة الحوثيين (الإنترنت)

ويقرأ المتابعون الإعلان الأميركي في سياق سعي واشنطن لخفض كلفة المواجهة في منطقة تتسم بحساسيتها الشديدة، نظرا لأن المضيق البحري الواقع في مرمى نيران الحوثيين يعد واحدًا من أهم الممرات التجارية في العالم، لاسيما فيما يخص إمدادات الطاقة.

مسؤولون«البنتاغون»: «ضرب الحوثيين في اليمن ليس الخيار المناسب»

وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع «البنتاغون» أنهم لا يرون أن «ضرب الحوثيين في اليمن هو الخيار المناسب»، موضحة أنهم «لا يريدون أن يروا الوضع يتصاعد أكثر ولا يملكون حاليًا أدلة على أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الأسابيع الأخيرة استهدفت خصيصًا الأصول الأمريكية في المنطقة».

ترسيخ وجود

وفي ظل التأثير الضعيف للعقوبات الأميركية على نشاط جماعة الحوثي، يتوقع أن يتحول الوضع لصالح الجماعة لاسيما على الجبهة الداخلية في اليمن، إذ قد يتم تسويقه من خلال آلتها الدعائية على أنه انتصار جديد، ما يعطي زخمًا إضافيًا وترسيخًا للواقع القائم في شمال البلد من سيطرة كاملة للجماعة على مقاليد الحكم.

ومما يعزز هذا الطرح أن الأميركيين أنفسهم استندوا في قرارهم عدم الصدام العسكري مع جماعة الحوثي على كون الأخيرة تهدف من خلال اعتراض السفن التجارية في البحر الأحمر وإرسال مسيرات إلى إسرائيل لاستغلال الشعبية الكبيرة للقضية الفلسطينية داخل اليمن لكسب تعاطف أكبر من اليمنيين.

جندي يمني عند ساحل مدينة مخا (الإنترنت)
جندي يمني عند ساحل مدينة مخا (الإنترنت)

وتنقل «سي إن إن» عن نورمان رول، المسؤول السابق عن شؤون إيران في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قوله «إن ضرب السفن التي تربطها الجماعة بإسرائيل في دعايتها تسمح لقادة الحوثيين بالادعاء بأنهم يقاتلون ضد إسرائيل».

ويتابع: «قدرة قادة الحوثيين على التباهي أمام أتباعهم من القبائل بأنهم نفذوا هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة تعزز مكانتهم داخل الحركة»، نظرًا لأن «القضية الفلسطينية تتمتع بشعبية جارفة» في اليمن.

اقرأ أيضًا:

- البحرية الأمريكية توقف تهديدًا جديدًا من اليمن.. هل يشكل الهجوم اليمني تحديًا حقيقيًا للقوة العسكرية الأمريكية؟

- سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعترض عدة صواريخ بالقرب من اليمن

أهم الأخبار