خليجيون| محللون يفتحون صندوق هدايا السيسي وأردوغان

خليجيون| محللون يفتحون صندوق هدايا السيسي وأردوغان
السيسي وأردوغان في قصر الاتحادية.(الانترنت)
القاهرة: أحمد كامل

في خطوة وصفها مراقبون بمثابة صندوق هدايا لمنطقة الشرق الأوسط وفارقة في مستقبله، أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، قطيعة دامت 11 عام بزيارته إلى مصر لتفتح شهادة ميلاد جديدة بين البلدين، إذ أعلنا فتح صفحة جديدة فضلا عن توقيعهما إعلانا مشتركا شأن إعادة هيكلة اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي التركي- المصري.

وبدأ الاحتقان بين البلدين فور الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013، وتفاقمت العلاقة لتصل إلى حد القطيعة الكاملة بسبب ملفّات شائكة تقاطعت فيها مصالح البلدين على نحو حاد على رأسها غاز شرق المتوسط والنشاط العسكري التركي.

فارقة في مستقبل المنطقة العربية

ويرى الكاتب المصري عبد الله السناوي، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر فارقة في مستقبل المنطقة العربية برمتها، لافتا إلى أن «هناك ملفات شائكة تحتاج إلى التوافق المصري التركي لإيجاد حلول نهائية من شأنها إعادة التهدئة في المنطقة عبر وقف إطلاق النار في غزة».

وعن مستقبل العلاقات السياسية بين البدلين، يؤكد السناوي في تصريح إلى «خليجيون» ضرورة إعادة العلاقات بقوة بين البلدين خاصة في ذلك التوقيت الذي يشهد أزمات طارئة لا تتحمل المقاطعة الدبلوماسية بين أهم دولتين في الشرق الأوسط.

ضرورة التعاون مع إيران

ودعا السناوي إلى استكمال ما وصفه بـ«مثلث القوة» بعودة العلاقة بين مصر وطهران كما كانت قبل الثورة الإيرانية، منوها إلى أن التعاون الثلاثي على المستوى السياسي والاقتصادي بين هؤلاء الدول ليس رفاهية سياسية بل ضرورة قومية على أمن المنطقة.

وعن الخلاف التركي المصري فيما يخص النشاط الإعلامي الإخواني في أنقرة، يقول السناوي «إن ملف الإخوان شبه انتهى وباتت المناوشات والحملات الإعلامية ضد السلطات المصرية في محل خبر كان بعد الإجراءات التي سلكتها الأجهزة التركية لتحييد التحرك العدائي لعناصر الجماعة عبر المنابر الإعلامية هناك».

وأعلنت الرئاسة التركية، الأحد الماضي أن «أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة».

إنهاء الخلاف على الملف الليبي

وتوقع السناوي انتهاء الخلاف بين مصر وتركيا فيما يخص الملف الليبي، خاصة بعد أثارت التحركات التركية العسكرية في ليبيا غضب مصر.

وكان قد بلغ التوتر بين البلدين ذروته ذروته في يونيو عام 2020، حين هددت ميليشيات من الغرب الليبي مدعومة من تركيا بالزحف نحو مدينة سرت، ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خط سرت - الجفرة، خطا أحمر لن تقبل مصر بتجاوزه.

تكليل لإجراءت حسن النية

وثمن الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد الخطوة التركية لافتا إلى «أنها تكليل إجراءات «حسن النية» التي أجرتها سلطات أردوغان خلال العام الماضي عبر غلق منصات إعلامية إخوانية مارست حملات تشويه وسب للقيادة السياسية المصرية».

ويقول عيد في تصريح إلى «خليجيون» إن «مصر وتركيا من مصلحتهما إنهاء القطيعة على الثلاث مستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية»، موضحًا أن الأوضاع المتواترة في البلاد المحيطة بمصر وتركيا تستلزم التعاون والانسجام الدبلوماسي لتوزيع حالة الضغط التي فرضتها تداعيات العدوان على غزة والانقسام الليبي وقضية شرق المتوسط.

قضية غاز شرق المتوسط

ويوضح الباحث السياسي، أن «قضية غاز شرق المتوسط تعد عاملاً أساسيًا في التحرك التركي صوب التصالح مع مصر، لا سيما بعد إعلان القاهرة والأردن وإيطاليا واليونان وقبرص إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط» في القاهرة بهدف إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب وتنمية الموارد وتعزيز التعاون».

يشار إلى أن مصر قد وقعت اتفاق مع اليونان في 2020، ومن خلاله أعادت أثينا والقاهرة حدودا بحرية جديدة في خطوة أثارت قلق تركيا، لتهديد تلك الاتفاقية، للاتفاق البحري السابق بين أنقرة والحكومة الليبية في طرابلس.

وبموجب اتفاق عام 2020 الذي يحدد الحدود البحرية الجديدة بمنطقة بين خطي الطول 26 و 28، اتفقت أثينا مع القاهرة على توسيع منطقتها الاقتصادية الخالصة (EEZ) حتى عمق 12 ميلاً جنوب جزيرة كريت اليونانية.

محطات عودة العلاقات

وانفرط عقد القطيعة بين مصر وتركيا بداية من أواخر 2021، حيث اتخذت أنقرة د خطوات تحييد الإعلام الإخواني في اسطنبول وإبعاد أبرز إعلاميه، كإجراء مبدأي لإثبات حسن النوايا فيما يتعلق باستضافة عناصر ومنابر إعلامية لجماعة الإخوان.

وتحسنت العلاقات رسميا في نوفمبر 2022، حينما تصافح كل السيسي وأردوغان على هامش مشاركتهما في حفل انطلاق كأس العالم في قطر في نوفمبر عام 2022.

وبعد أشهر قليل تواصل الرئيسان هاتفيا بعد الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في نوفمبر 2023 وقدمت مصرُ لها مساعدات إنسانية عاجلة في هذه الأزمة في زيارة أجراها سامح شكري وزير الخارجية المصري.

واليوم الأربعاء أعلن السيسي خلال مؤتمر مشترك جمعه مع الرئيس التركي، «فتح صفحة جديدة مع تركيا بما يثري العلاقات الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح»، كما وقع الطرفان الإعلان المشترك بشأن إعادة هيكلة اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي التركي- المصري رفيع المستوى.

إقرأ المزيد

فيديو.. أردوغان يزور مصر بعد قطيعة 11 عاما

قبل زيارة القاهرة.. أردوغان ضيف شرف في الإمارات

أهم الأخبار