«خليجيون» خاص| من المسؤول عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان؟

«خليجيون» خاص| من المسؤول عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان؟
آثار قصف مصفاة الجيلي (الإنترنت)
القاهرة: محمود غريب

تبادلت أطراف الحرب في السودان الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان، مع تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومطلع الشهر الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، عن قصف جوي استهدف مصفاة النفط الواقعة في مدينة الجيلي على بعد نحو 70 كيلومترًا شمالي الخرطوم.

لكن أمس السبت اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتدمير ما تبقى من مصفاة الجيلي والمستودعات الملحقة بها. وقال الجيش في بيان عبر «فيسبوك» إن قوات الدعم السريع قامت الجمعة بتدمير ما تبقى من المصفاة والمستودعات الملحقة بها.

تبادل الاتهامات

وفي حين يؤكد الجيش أن الدعم السريع وراء الاستهداف المتكرر للمصفاة خلال الحرب الجارية، فإن القوات التي يقودها «حميدتي» قالت في بيان إن الجيش قصف المصفاة للمرة الخامسة مما تسبب في تدمير ما تبقى منها.

«الدعم السريع» يقول إن «هذه الأعمال التخريبية للمنشآت الحيوية تؤكد مدى اليأس والإحباط الذي أصاب قوات الجيش»، ويرد الجيش بأن التخريب من أعمال قوات حميدتي ويطالب بتصنيفها كمنظمة إرهابية.

ما قيمة مصفاة الجيلي؟

وبين الاتهامات المتبادلة فإن الشعب السوداني يواجه واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية على الإطلاق، حيث تعتبر مصفاة الجيلي الأكبر في السودان، وكانت تنتج نحو 100 ألف برميل يوميًا وتلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر، فضلاً عن تصدير الفائض منها عبر ميناء بشير على البحر الأحمر.

وتغطي مصفاة الجيلي 50% من استهلاك غاز الطبخ في السودان و60% من استهلاك السودان بالنسبة للبنزين ووقود الطائرات. وتضم المصفاة التي تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار، مستودعات ملحقة تحوي جازولين وبنزين وغاز طبخ.

وعلى مدار الأشهر الماضية، ظلت مصفاة الجيلي هدفًا استراتيجيًا وساحة معركة لطرفي القتال، تعرّضت خلالها لخمس هجمات دمرت تبقى منها ومستودعاتها.

ونهاية أكتوبر الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على حقل بليلة النفطي غربي كردفان، والذي ينتج نحو 15 ألف برميل يوميًا، في وقت توقفت بالكامل إمدادات المشتقات النفطية من مصفاة الجيلي منذ يوليو.

ويمتلك السودان 3 مصافٍ أخرى، في بوتسودان والأبيض في شمال كردفان، وأبو جابرة في غرب البلاد، لكن طاقتها القصوى مجتمعة لا تتجاوز 70 ألف برميل يومياً من المشتقات المختلفة، فضلاً عن وقوع الأبيض وأبو جابرة ضمن مناطق القتال.

هشام عباس: 50% من تسليح الدعم السريع استولى عليها من معسكرات ومنشآت انسحب منها الجيش.

الناشط السياسي هشام عباس، يدعم رواية الجيش السوداني بشأن المسؤولية عن قصف مصفاة الجيلي بالنظر إلى شواهد ميدانية عديدة، وهو الموقف الذي يتسق مع روايات متابعين للشأن العام حول سيطرة قوات الدعم السريع على منشآت حيوية قريبة.

لكن عباس يأخذ على الجيش السوداني الانسحاب من المواقع والمنشآت الحيوية تاركًا المعدات والآليات العسكرية والتي غالبًا تستولي عليها قوات الدعم السريع، متابعًا في تصريح لـ«خليجيون»: «الشيء اللافت هو الانسحاب بدون المعدات، فإذا لم تستطع الانسحاب المعدات على الأقل دمرها بدلا من أن يستولى عليها العدو»، ولذلك يعتقد أن 50% من تسليح الدعم السريع استولى عليها من معسكرات ومنشآت انسحب منها الجيش.

أما الناشط السوداني خالد عمر، فأحال القضية كلها إلى خانة «اللامعقول»، معتبرًا أن ما يجرى على الأرض غير مفهوم على الإطلاق، لدرجة أن المتابع للمشهد يمكن أن يعتقد أن الجيش والدعم السريع يتعاونان معًا.

عمر يقول في تصريح عبر الإنترنت لـ«خليجيون» أن ما يدور في أغلب المحاور يصل إلى نتيجة واحدة وهو تدمير كامل المنشآت والبنية التحتية، في ظل تراخي طرف أمام خطة طرف آخر لتدمير المنشأة، و«كأن الطرفين متفقان على هدف التدمير».

تدمير أكثر من 300 منشأة حيوية

وتسببت الحرب في تعرض منشآت حيوية وخدمية ومبانٍ إدارية وسكنية لدمار هائل، تشمل بخلاف مصفاة الجيلي أكثر من 300 منشأة حيوية، بينما يتبادل طرفا القتال الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك، في حين تكرر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التحذير من اتساع الأزمة الإنسانية في البلاد.

ويقدر مراقبون الأعباء الاقتصادية المترتبة على الحرب المستمرة في البلاد بأكثر من 100 مليار دولار، بفعل تدمير كلي أو جزئي منشآت حيوية ومساحات واسعة من البنية التحتية التي تحتاج إلى إعادة إعمار مكلفة.

اقرأ أيضا

- صمت إماراتي أمام اتهامات البرهان.. محللون: خيارات الجيش السوداني «ضيقة»

- خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟

- «الدعم السريع» تتعهد بترك «ود مدني» للأعيان.. والجيش السوداني يحقق

أهم الأخبار