ملثمون على خطى محمد صلاح..

خبراء يحللون لـ«خليجيون» فيديو «كتائب الفاروق» بسيناء بعد توعدهم إسرائيل

خبراء يحللون لـ«خليجيون» فيديو «كتائب الفاروق» بسيناء بعد توعدهم إسرائيل
صورة ضوئية من خطاب كتائب الفاروق سيناء
القاهرة: أحمد كامل

بخلفية تحمل صورة المجند المصري محمد صلاح منفذ الهجوم على الجنود الإسرائليين بسيناء، وأزياء قريبة من ملابس التنظيمات المتطرفة، نشرت مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها «كتائب الفاروق - سيناء» خطابا توعدت فيه بقتال قوات الاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن غزة، وسط تساؤلات عن هوية تلك المجموعة وانتمائها.

انتشر مقطع الفيديو منذ ساعات على مواقع التواصل الإجتماعي، دون تعليق رسمي من الجهات الأمنية المصرية حتى الساعة، في حين يرى محللون أن تلك المجموعة انطلقت ممن تبقى من جماعة الإخوان، مستبعدين انتماءها إلى تنظيم ولاية سيناء أو أنصار بيت المقدس.

كتائب الفاروق موجهة من إسرائيل

ويوجه الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو فاروق، أصابع الاتهام إلى الدول التي تستهدف حصار مصر وزعزعة استقرارها منها إسرائيل، عبر خلق وصناعة جماعات إرهابية خارجة عن الإطار النظامي للدولة المصرية.

ويقول فاروق في تصريح إلى «خليجيون» إن «النكبة الحالية لفلسطين ربما ستكون بوابة لانطلاق جديد من المتطرفين، عبر استغلال خزان الغضب جراء العدوان على غزة»، لافتا إلى أن «الجماعات الإرهابية تستقطب أجيالا جديدة عبر انتقاد الأجهزة السياسية الحاكمة وتقييمهم على مستوى العقيدة الإيمان ومن ثم تكفير النظام والجيش».

ويضيف، «ذلك النموذج نتيجة توظيف ما يعرف بمفهوم الأممية الإسلامية أو قيام دولة الخلافة، عبر حصار العناصر المراد تجنيدها مستغلة القضايا المصيرية في المنطقة، ومن ثم تكفير الأنظمة المتعاونة من أميركا والغرب».

ويشير إلى أن «مصر قد تتعرض إلى عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة، نظرا للدعم المقدم إلى العناصر المتطرفة من دول هدفها حصار مصر وعلى رأسها إسرائيل وبريطانيا»، موضحا أن «القاهرة تتعرض إلى حصار من الجنوب والغرب ومؤخرا من البحر الأحمر، فضلا عن مخطط السيطرة على غزة من إسرائيل».

وفي أحد المؤتمرات التي شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر من تحول سيناء إلى قاعدة للعمليات ضد إسرائيل، قائلا:«ذا كان هناك فكرة للتهجير هناك صحراء النقب في إسرائيل، ممكن قوي يتم نقلهم حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة، ثم بعد كدة ترجعهم بعد كده إذا شاءت».

ويتابع: «لكن نقلهم إلى مصر ممكن العملية دي تستمر إلى سنوات، وهي عملية فضفاضة هنقول: لسة مخلصناش الإرهاب، وتتحول سيناء لقاعدة للعمليات ضد إسرائيل».

كتائب الفاروق أقرب إلى الإخوان

ويقول الباحث في شؤون الجماعات المسلحة أحمد بان، «بالنظر إلى بعض المفردات الخاصة بالتصوير ووجود صورة في خلفية المجموعة والتي تعود إلى محمد صلاح المجند، الذي اشتبك مع الجنود الإسرائيلين على الحدود بسيناء، ذلك يعزز فرضية انتماءهم لجماعة الإخوان أو مجموعة من المتحمسين متعاطفين مع القضية الفلسطينية».

ويضيف بان في تصريح إلى «خليجيون» أن «هناك إشارات في خطاب تلك المجموعة، إذ أعلن عناصرها عن مجموعة أخرى من المقرر أن تنطلق من الأردن، ما يعزز فرضية تدشين جناح عسكري جديد من بعض دول الطوق على غرار قوات فجر في لبنان وغيرها من البلدان».

وفي يونيو من العام الماضي، تصدر اسم الجندي المصري منفذ «الهجوم الحدودي» مع الأراضي المحتلة حديث رواد منصات التواصل الاجتماعي، بعدما قتل 3 جنود إسرائيليين، وقُتل هو أيضا جراء اشتباك بعد عبوره الحدود بين البلدين.

المجند المصري محمد صلاح
المجند المصري محمد صلاح

كتائب الفاروق بعيدة عن تنظيم داعش

ويستبعد بان ارتباط أصحاب المقطع المصور بتنظيم داعش أو تنظيم بيت المقدس، مشيرا إلى أن «اللهجة المستخدمة في الخطاب تبدو مداهنة إلى حد ما بخلاف ما اعتدنا عليه من مفردات ولاية سيناء أو تنظيم الدولة في العراق أو القاعدة».

وعن دعواتهم إلى جنود الجيش المصري للانشقاق عن القوات المسلحة، يقول الباحث في شؤون الجماعات المسلحة: «تلك الدعوات عقيدة راسخة في الجماعات المتطرفة والتي من بينها تنظيم الإخوان المسلمين، لكن ينقصهم مقومات اللغة الشرعية».

وتابع بان بالقول إن «الأشخاص اللذين ظهروا في الفيديو سواء كانوا ينشطون بشكل فردي أو تابعون لتنظيم جديد، فلن يسمح لهم بممارسة اي نشاط إرهابي داخل مصر»، موضحا «أن الأجهزة الأمنية على أتم الاستعداد لمواجهة أي نشاط خارج عن القانون».

كتائب الفاروق تظهر بعد عام من إعلان القضاء على الإرهاب في مصر

ومقطع الفيديو جاء بعد نحو عام من إعلان الرئيس السيسي القضاء على الإرهاب، ففي إبريل من العام الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح إن «الإرهاب انتهى» في مصر، مشدداً على أنه «لن نسمح برفع سلاح إلا سلاح الدولة».

وأضاف خلال لقاء مع بعض جنود الجيش المصري بشرق قناة السويس في سيناء، أثناء تفقده الارتكازات الأمنية بالمنطقة، بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان في إبريل من العام الماضي: «لن يتم رفع سلاح في مصر إلا سلاح الدولة، ولن يسمح لمخلوق بامتلاك السلاح غير الدولة».

الإخوان يبحثون عن نشاط جديد عبر كتائب الفاروق

ويرى اللواء سمير فرج الخبير العسكري والاستراتيجي، أن «هؤلاء المسلحين ليس لهم أي نشاط بارز في مصر أو يشكلون قلق على أمن الوطن».

ويقول فرج في تصريح إلى «خليجيون»:«إن تلك المجموعة منبثقة ممن تبقى من جماعة الإخوان التي اندثر نشاطها بعد حملة القضاء على الإرهاب في مصر، محاولة البحث عن وجود جديد عن طريق نشاط تخريبي».

ويوضح أن «التنظيمات الإرهابية حاولت استمالة خلايا الإخوان النائمة التي انفرط عقدهت، لزعزعة استقرار مصر»، منوها إلى أن «الدولة المصرية لن تسمح بعودة الإرهاب مجددا».

تبادل إطلاق النار على الحدود المصرية الإسرائيلية

وجاء مقطع الفيديو، بعد يوم من إعلان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، إحباط محاولة لتهريب المخدرات بعد تبادل لإطلاق النار قرب معبر على الحدود المصرية الإسرائيلية، حيث يجري تفتيش شحنات المساعدات المقدمة لقطاع غزة الفلسطيني.

وأضاف في بيان أن شخصا قتل في الواقعة التي جرت في شبه جزيرة سيناء في وقت متأخر من يوم الاثنين كما ألقي القبض على ستة من المهربين جنوب معبر العوجة الحدودي، المعروف في إسرائيل باسم معبر نيتسانا، مشيرا إلى أن كمية المواد المخدرة تبلغ 174 كيلوجرام.

كتائب الفاروق تظهر وسط قلق بين مصر وإسرائيل

خطاب المجموعة المسلحة، جاء وسط أنباء عن قلق بين مصر وإسرائيل لاسيما بعدما طلبت الأخيرة السيطرة على محور فلادلفيا في محاولة لحصار المقاومة الفلسطينية في غزة، حسبما كشف صحيفة "«وول ستريت جورنال» الأميركية نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح السبت بأن تل أبيب لن تنهي الحرب بدون إغلاق الثغرة في محور فيلادلفيا وإلا فإن دخول الأسلحة سيتواصل.

وفي المقابل علق المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بأن «مصر تضبط حدودها وتسيطر على حدودها بشكل كامل»، وقال « هناك اتفاقيات قانونية وأمنية تضبط الأمر»، مشيرا إلى أن «أي حديث عن ملف الحدود يخضع للتدقيق، ويتم الرد عليه بمواقف معلنة».

وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومترا مع غزة، وهي الحدود الوحيدة لقطاع غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة. ويمتد محور محور صلاح الدين «فيلادلفيا»، من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، التي تبلغ نحو 14 كيلومترا.

اقرأ ايضا

حرب استنزاف واغتيالات لقادة حماس وتوتر في فلادليفيا.. كيف يبدو طالع غزة بعد 100 يوم عدوان؟

«خليجيون».. خاص| مصر تتجاهل تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا

أهم الأخبار