«خليجيون»| التخصيب الإيراني يمتحن سيناريوهات القنبلة النووية السعودية

«خليجيون»| التخصيب الإيراني يمتحن سيناريوهات القنبلة النووية السعودية
الرئيس الإيراني في منشأة نووية ( الإنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

رغم فترة الهدوء النسبي التي تخيم على العلاقات الخليجية-الإيرانية، إلا أن التحذيرات الغربية لإيران من عواقب اقتراب معدلات تخصيب اليورانيوم من مرحلة تصنيع قنبلة نووية عززت المخاوف من انزلاق منطقة الخليح العربي إلى منعطف جديد من التدافع الإقليمي ذي الطابع النووي مع إيران، في ضوء تلويح سعودي سابق بتصنيع السلاح النووي إذا امتلكته إيران.

ويؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء محمد الشهاوي «حق أية دلة في تأمين أمنها القومي بكل السبل الشرعية على حسب درجة التهديد ومصدره». ورأى الشهاوي أن «تلويح المملكة العربية السعودية بتصنيع أو امتلاك سلاح نووي في حال امتلكته إيران كان تصريحا جادا أمام العالم، وحق مشروع لأن التهديد هنا مباشر ومخيف».

تحذير أميركي

ويوم الأربعاء، دعت الولايات المتحدة إيران إلى تخفيف كل اليورانيوم الذي قامت بتخصيبه لدرجة نقاء تصل إلى 60% والقريب من المستوى المستخدم في صنع الأسلحة عند نحو 90%، وذلك في بيان يدين العديد من الأنشطة النووية الأخيرة لطهران. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري للدول الأعضاء الأسبوع الماضي إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% انخفض بشكل طفيف في الربع الأخير بعد أن خففت طهران المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب أكثر مما أنتجت.

منشأة إيرانية نووية ( الإنترنت)

الذرية: إيران اقتربت من صناعة القنبلة النووية

وأظهر التقرير الذي نقلت رويترز مقتطفات منه أن إيران لا تزال بحوزتها من هذه المادة ما يكفي لإنتاج سلاحين نوويين إذا تم تخصيبها بدرجة أكبر، وفقا للتعريف الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما يكفي لصنع قنابل أكثر بمستويات أقل تخصيبا. وأضاف البيان الأميركي «لا تزال لدينا مخاوف جدية فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم عالي التخصيب الذي تواصل إيران الاحتفاظ به».

ورغم التصريحات الإيرانية الرسمية للمرشد الأعلى علي خامنئي وفتواه بأنه لايجوز تصنيع السلاح النووي، يؤكد الباحث على رجب المتخصص في الشأن الإيراني أن طهران تحلم بتصنيع السلاح النووي كسلاح ردع قادر على تغيير قواعد التوازن الاستراتيجي بالمنطقة.

وتسوق تقارير أن قطار التسلح النووي قد انطلق بسرعته القصوى في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد الشروط السعودية من التطبيع مع إسرائيل وهذا ظهر بشكل واضح من تصريحات الأمير محمد بن سلمان الأخيرة والتي قال فيها نصا إن السعودية ستمتلك سلاحا نوويا إذا حصلت عليه إيران أولا.

فرصة امتلاك إيران لسلاح نووي والتقدم في مستويات التخصيب من المنطقة الحمراء يراها رجب في تصريح لـ «خليجيون» بعيدة المنال لأنها خطوة تهدد تهديد مباشر الأمن القومي الإسرائيلي ولن تسمح الولايات المتحدة بذلك، لافتا إلى تصريحات نتيناهو المتكررة التي هدد فيها إيران من مغبة امتلاك سلاحا نوويا بجانب قيام الموساد الإسرائيلي باغتيال عدد كبير من علماء إيران حتى داخل أراضي الجمهورية الإسلامية نفسها.

ولم يستيعد المحلل المتخصص في الشأن الإيراني لجوء تل أبيب لقصف المنشآت النووية الإيرانية في حال تأكدت من اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي، موضحًا أن فتوى المرشد الإيراني بعدم جواز صناعة السلاح النووي هي دعوة للتخدير والإيحاء بأن طهران لا تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل.

ودانت الولايات المتحدة أيضا التحركات المختلفة التي اتخذتها إيران، والتي انتقدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضا، ومنها منع بعض المفتشين الأكثر خبرة من الوكالة من القيام بعملهم العام الماضي.

إدانة يراها اللواء أركان حرب الدكتور محمد الشهاوي رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية «استعراض الإعلامي»، متهما الولايات المتحدة بتشجيع إيران على امتلاك السلاح النووي بغض الطرف عن تطوير إيران لبرنامج الصواريخ البالستية من قبل.

ويضيف الشهاوي في تصريح لـ «خليجيون» أن الولايات المتحدة تركت إيران تطور برنامجها النووي واكتفت بفرض عقوبات، مفسرا ذلك بأن واشنطن تريد أن تبقي إيران فزاعة وشوكة في حلق دول الخليج العربي لبقاء قواتها وقواعدها في الخليج.

قنبلة بن سلمان

في المقابل يبدو القلق الخليجي واضحا، ففي سبتمبر الماضي أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنه «إذا حازت إيران سلاحا نوويا فلا بد لنا من حيازته بالمثل»، مشددا على أنه «لا فائدة من حيازة الأسلحة النووية لأنه لا يمكن استخدامها». وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، قال الأمير محمد بن سلمان: «إذا حازت إيران سلاحا نوويا فلا بد لنا من حيازته بالمثل».

ويقول الخبير الاستراتيجي اللواء محمد الشهاوي في تصريح إلى «خليجيون» إن التهديد النووي الإيراني يمثل تهديدا وجوديا ليس للسعودية وحدها بل على كل دول الخليج العربي والمنطقة كلها ويدفع إلى سباق تسلح واضح في اتجاه سعي دول أخرى لامتلاك هذا السلاح.

اقرأ المزيد:

خليجيون| ثروات غزة.. كلمة السر في «محرقة القرن»

الحرب تحرم السودانيين من «الضرا» في رمضان

أهم الأخبار