خليجيون| هل أظهرت أميركا «العين الحمراء» لإسرائيل في مجلس الأمن؟

خليجيون| هل أظهرت أميركا «العين الحمراء» لإسرائيل في مجلس الأمن؟
بايدن ونتيناهو ( الإنترنت)
القاهرة: أحمد كامل

يرى مراقبون ومحللون أن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان مؤشر عل التحدي الأميركي لسياسة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تعارضت مع مطالب الإدارة الأميركية بحل الدولتين، وهو ما قابله نتنياهو بالرفض التام.

تحدي أميركي

ويعتبر الدبلوماسي المصري السفير حسين هريدي، القرار تحديا أميركيا عبر إظهار «العين الحمراء» إذ أنه الأول منذ السابع من أكتوبر 2023، وبعد 4 محاولات تم اجهاضها عبر استخدام حق النقض (فيتو)، فضلا عن موافقة 14 دولة وامتناع دولة واحدة، دليل على أن المجتمع الدولي يقف مع القضية الفلسطينية.

وإذ يشير هريدي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية «مارست قدرتها السياسية لأول مرة ضد الرغبات الإسرائيلية، فإنه يتوقع أن تلعب دور «وسيط مباشر بين حماس وإسرائيل حول ألية وقف إطلاق النار». كما يرجح هريدي أن يمثل «الوقف المؤقت لإطلاق نار بداية لوقف مستدام، وفقًا لتقريب وجهات النظر حول الشروط بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل».

ويطالب قرار مجلس الأمن الذي جرى تبنّيه بغالبية 14 صوتاً مؤيّداً وامتناع عضو واحد عن التصويت، بـ«وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم». كما يدعو إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».

وبخلاف النص الأميركي الذي رفضته روسيا والصين يوم الجمعة الماضية، فإنّ القرار الجديد لا يربط المطالب التي ينصّ عليها بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر والولايات المتحدة ومصر، حتى لو «اعترف» بوجود المحادثات الرامية إلى هدنة يرافقها تبادل للرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

إنقاذ لإسرائيل أولا

ويفسر المحلل الفلسطيني رأفت النبهان عدول الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام حق النقض فيتو في مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة بـ«الفشل الأميركي» في «وقف اتساع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «أميركا تكبدت خسائر كبيرة في البحر الأحمر والعراق وسوريا جراء دفاعها المستميت عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي».

ويقول النبهان في تصريح إلى «خليجيون»: إن «رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع شعبه في ورطة لإرضاء غروره كما دفع أميركا للانخراط في تلك الحرب بينما تتعرض مواقعها في المنطقة العربية إلى تهديد مباشر من قبل جماعات مسلحة مثل الحوثيين والفصائل المسلحة في العراق، ناهيك عن تزايد الخطر في الجنوب اللبناني».

وسبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح «وقف إطلاق النار» في قرارات الأمم المتحدة، كما عرقلت ثلاثة نصوص في هذا الإطار. ولكنّ النص الأميركي الذي أُسقِط بالفيتو لم يدعُ بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتُبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ«نفاق» الولايات المتحدة.

كما يتخوف المحلل السياسي الفلسطيني من معاودة الاحتلال الإسرائيلي قصف غزة بعد انتهاء شهر رمضان إذا لم يصدر قرار دولي بوقف مستدام لاطلاق النار في القطاع أو الوصول إلى هدنة دائمة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي.

نتنياهو المتمرد

في السياق نفسه، وبعيد تبنّي القرار أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه لن يرسل وفداً إلى واشنطن، كما كان مقرّراً بناءً على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن. وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنّ امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط القرار «يضرّ بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن»، مشيراً إلى أنّه في ضوء تغيّر الموقف الأميركي، قرّر رئيس الوزراء أنّ الوفد لن يغادر» إسرائيل.

لكن الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي شدّد من جهته على أن الامتناع عن التصويت «لا يشكّل تحوّلا في سياستنا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت لأن نصّ القرار لا يدين حماس. وأعرب عن «خيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح» في جنوب قطاع غزة.

وكتب أستاذ العلاقات الدولية الأميركي في جامعة هارفارد ستيفن والت على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «x» أن «اعتماد الدولة التابعة لا يسمح تلقائياً للجهات الراعية بأن يملي عليها الأمر»، لكنه يستدرك بالقول «الولايات المتحدة لديها نفوذ على إسرائيل إذا اختارت استخدامه. والأهم من ذلك أن على الولايات المتحدة أن تفعل ما هو في مصلحتها، حتى لو تحدت إسرائيل الضغوط».

اقرأ المزيد:

دول الخليج تطلع على نتائج تحقيقات «أونروا»

ترامب يعجز عن تدبير غرامة «ثقيلة»

جروندبرج يحاول إحياء خارطة السلام اليمنية في مسقط

أهم الأخبار