في الذكرى الـ 23 لتربعه على العرش المغربي -..

الملك محمد السادس.. .انجازات داخلية وانفتاح خارجي

الملك محمد السادس.. .انجازات داخلية وانفتاح خارجي
الملك محمد السادس ملك المغرب

الشعب يجدد البيعة بالتزامن مع عيد الولاء

إلغاء الاحتفالات بسبب كورونا.والملك يلقي خطابا في المناسبة

تحتفل المملكة المغربية، في 30 يوليو من كل عام بذكرى عيد العرش، وتصدر هشتاج " الشعب _يبايع_ملكه " منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، تزامنا مع احتفال المملكة بالذكرى 23 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه.

وبدأ المغاربة في تفعيل الهاشتاج منذ يوم الأحد الماضي على وسائل التواصل حيث لقي استحسانا واسعا، تعبيرا منهم على تجديد البيعة للملك واحتفالا مسبقا لعيد العرش بطريقتهم الخاصة، وجاء إطلاق الوسم عقب تأجيل تاريخ حفل البيعة هذه السنة بسبب جائحة كورونا.

وقد أصدرت وزارة القصور والتشريفات والأوسمة بيانا أوضحت فيه أن كافة مظاهر الاحتفال بعيد العرش ستؤجل بسبب الحالة الوبائية في البلاد بشكل عام، مضيفة أن الملك محمد السادس سيقدم خطابا إلى الشعب بهذه المناسبة.

يذكر أن حفل الولاء في المغرب ينال مكانة ورمزية مهمة في المملكة حيث أقيم للمرة الأولى في عام 1933 في عهد السلطان محمد الخامس للتعبير عن تشبث الشعب المغربي بالعرش العلوي في ظل الاستعمار الفرنسي.

وقد ساهم ذلك في إخفاق محاولة فرنسا آنذاك في عزل السلطان، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا العيد رمزا وطنيا ومناسبة سنوية يحتفل بها المغاربة لتنصيب الملك على العرش

وقد شهدت البلاد في عهد الملك محمد السادس مشاريع إصلاحية كبرى شملت الجانب الاجتماعي كحقوق الإنسان ومدونة إصلاح شؤون الأسرة واصدار دستور يحفظ حقوق الشعب وغيرها من المشاريع التي لاحصر لها بما يكشف عن حكمة الملك وعدالته واهتمامه بشعبه.

وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء " تشكل الذكرى الثالثة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه الميامين، التي يحتفل بها الشعب المغربي في 30 يوليوز الجاري، مناسبة متجددة لتجسيد العروة الوثقى التي تربط المغاربة بالعرش العلوي المجيد، وفرصة للتوقف عند أهم الإنجازات التي حققتها المملكة تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك.

وعليه، فإن تاريخ 30 يوليو يعد موعدا راسخا في قلوب المغاربة، الذي يرون فيه لحظة للتعبير عن التعلق والارتباط الوثيق بشخص جلالة الملك وعن أواصر الولاء الدائم، والبيعة الوثقى التي تربط على الدوام بين العرش والشعب ويعكس عيد العرش المجيد الرباط المتين القائم بين الشعب المغربي والأسرة العلوية المجيدة، وهي علاقة تعززت أوصالها بفعل النضال المشترك من أجل نيل الحرية والاستقلال، وتذكر بشكل لا لبس فيه بعظمة الأمة المغربية ومتانة مؤسساتها وثقة شعبها في مستقبل مزدهر بفضل ملكية تضمن استدامة واستمرارية الدولة.

تابعت الوكالة: كان جلالة الملك قد أكد في خطابه للأمة بمناسبة الذكرى الـ14 لتربعه على العرش (30 يوليوز 2013) أن احتفال الشعب بذكرى عيد العرش المجيد.. ." لا ينحصر مغزاه فقط في تجسيد ولائك الدائم لخديمك الأول، المؤتمن على قيادتك، وصيانة وحدتك".

وأضاف صاحب الجلالة في هذا الخطاب أن الاحتفال بهذه الذكرى" يؤكد أيضا، وبصورة متجددة، رسوخ البيعة المتبادلة بيني وبينك، للمضي بالمغرب في طريق التقدم والازدهار، والتنمية والاستقرار. كما يجسد وفاءك لثوابت الأمة ومقدساتها".

وأضافت الوكالة: ومنذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، قام جلالة الملك بإطلاق عدد من الأوراش السوسيو-اقتصادية، بالموازاة مع جملة من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية التي باشرها جلالته، استجابة لتطلعات شعبه الوفي وانتظاراته. ويشكل تخليد ذكرى عيد العرش إذن، مناسبة ملائمة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في هذا الإطار لاسيما في ما يتعلق باحترام كرامة المواطن ورفاهيته وأكد العديد من الملاحظين أن تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس مقاليد الحكم في 30 يوليوز 1999، بصم على عهد جديد سمته الأساسية تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية.وساهمت الإصلاحات التي باشرها المغرب خلال العقدين الأخيرين بشكل واضح في وضع البلد في مرتبة أرفع في سلم الديموقراطية والحداثة والتنمية، وحولت المملكة إلى ورش مفتوح ضخم يسير على درب الازدهار والنمو على جميع الأصعدة وبفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، انخرط المغرب في دينامية قوية من الإصلاحات والتحديث التي تستهدف تأهيل الموارد البشرية وإعداد سياسات قطاعية تلامس التعليم والإدارة والعدالة والصناعة والطاقة والفلاحة إضافة إلى قطاعات أخرى.وتندرج هذه الدينامية في إطار إرادة صاحب الجلالة في ضمان تنمية شاملة ومندمجة للمملكة، وإرساء عدالة اجتماعية وتعزيز مكانة المغرب على الساحتين الإقليمية والدولية، وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة، في تناغم مثالي مع أسس الهوية المغربية والقيم المؤسسة للدولة الوطنية

وفي هذه المناسبة أكد سفير المملكة المغربية لدى الكويت علي ابن عيسى أن المملكـة المغربيــة تحتفل السبــت 30 يوليو 2022 بالذكرى الثالثة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وهي ذكرى مجيدة نستذكر فيها بمشاعر الفخر والاعتزاز التلاحم القوي والروابط المتينة والعرى الوثيقة التي يجسدها عقد البيعة المباركة الذي يتجدد كل سنة بين الشعب المغربي بقائده المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سليل الدوحة العلوية الشريفة.

أضاف ابن عيسى أنها محطة سنوية بارزة للوقوف على ما تم تحقيقه من منجزات في مختلف المجالات، من خلال الرؤية المتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يحرص على اتخاذ الخيارات السديدة لفائدة أبنائه المغاربة، من أجل الرقي بالمسار الديموقراطي وتعزيز المكتسبات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومواصلة الإصلاحات الهيكلية وفتح المزيد من الأوراش الكبرى بما يعود بالخير والنفع العميم على الشعب المغربي، ويستجيب لتطلعاته لتحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار وتنمية شاملة.

فعلى المستوى الداخلي، تم تحقيق العديد من المنجزات في مجالات تعزيز البناء الديموقراطي والنهوض بالاقتصاد الوطني وبالتنمية الاجتماعية، حيث تمت مواصلة تعزيز المسار الديموقراطي من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، في يوم واحد بتاريخ 8 سبتمبر 2021، كما تم إطلاق أوراش تنموية جديدة، من أهمها مشروع الميثاق الجديد للاستثمار، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 16 فبراير 2022، والذي يندرج في إطار روح وطموح النموذج التنموي الجديد، كذلك هناك الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015-2030م).

وتابع السفير المغربي: أما فيما يخص الشق الخارجي، فوجب التأكيد بشكل خاص على التطورات الإيجابية التي عرفتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، والدعم المتواصل للمشروع المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية من طرف عدد متزايد من الدول من كل القارات، ما يؤكد جدية ومصداقية المقترح المغربي كحل دائم لهذا النزاع المفتعل.

وتابع ابن عيسى: كما يحرص المغرب على دعم أمن واستقرار الدول العربية، لأن ما يهم أمنها واستقرارها ونموها وازدهارها يعنيه بشكل مباشر، كما أن القارة الأفريقية توجد في صلب وعمق اهتمامات المغرب، بحكم انتمائه لهذه العائلة الأفريقية الواحدة والكبيرة التي تتقاسم دولها نفس الجغرافيا والرؤية والأمل والمصير. وعلى صعيد انخراطه في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، يعمل المغرب من أجل توطيد الأمن والاستقرار في محيطه الأفريقي والأورو-متوسطي وفي جواره المغاربي وعلى المستوى الدولي عموما.

واستطرد السفير المغربي في مقال كتبه بمناسبة احتفال بلاده بذكرى العرش المغربي: يظل المغرب البلد المتميز بتنوع مكوناته البشرية واللغوية والثقافية وبتراثه الغني والمتنوع والعريق الذي تتناقله الأجيال، أرضا للأمن والاستقرار والتسامح والتضامن والانفتاح على الخارج، ما جعل أرضه المعطاء منصة لجلب الاستثمارات الأجنبية من مختلف دول العالم بالنظر لما يتوافر عليه من ثروة بشرية مؤهلة وبنيات تحتية عصرية وقطاعات إنتاجية واعدة في مجالات صناعة السيارات والطائرات والمناجم والفلاحة والطاقات المتجددة والسياحة وغيرها.

وشهدت الدبلوماسية المغربية في عهد الملك محمد السادس جولات مكثفة سعى من خلالها إلى إعادة التموقع إزاء شركائه التقليديين والانفتاح على دول جديدة، في إطار تنويع شراكاته الاستراتيجية عبر العالم.

ومكنت هذه الدينامية الدبلوماسية، التي يقودها جلالة الملك، المملكة من تحقيق العديد من النجاحات، معززة بذلك مكانتها على الساحة الدولية ومستقطبة لدعم العديد من الدول للموقف المغربي حول قضية الصحراء، التي تعتبر أساس الوحدة الوطنية للبلاد.

آخر هذه النجاحات الدبلوماسية تمثل في قرار السلطات الإسرائيلية فتح المعبر الحدودي ” اللنبي / الملك الحسين “، الذي يربط الضفة الغربية والأردن، بدون انقطاع، وذلك بفضل وساطة مباشرة للمملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادسومن شأن هذه الوساطة التي تجسد، مرة أخرى، الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية ورفاه الفلسطينيين، أن تنعكس إيجابا على الحياة اليومية للفلسطينيين، وتسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع.

وعلى صعيد آخر، شكلت عودة المغرب بمناسبة القمة الـ28 لرؤساء الدول الإفريقية بأديس أبابا (30-31 يناير 2017) إلى الاتحاد الإفريقي، أحد أهم هذه النجاحات الدبلوماسية التي لاقت إشادة واسعة من لدن الملاحظين للساحة الدولية فقد مكنت عودة المغرب لحضن عائلته المؤسساتية الإفريقية، التي تعد تكريسا للرؤية الملكية من أجل إفريقيا قوية، وتأخذ زمام مصيرها بيدها، آمنة ومزدهرة، من تدعيم خيار المملكة من أجل تعاون جنوب-جنوب تضامني ومثمر لجميع الأطراف، وكذا تعزيز حضورها على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.

ويضاف لهذا النجاح الدبلوماسي، اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية في 2020 بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ويأتي هذا الإعلان الرسمي تتويجا للروابط العريقة والعلاقات متعددة الأبعاد التي تربط حليفين يتقاسمان أكثر من قرنين من التاريخ القائم على الصداقة والتقدير.

من جانبه أكد الجامعي والمحلل الجيوسياسي الرواندي، إسماعيل بوشانان، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجسد منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين صورة القائد الإفريقي الفذ الذي يمتلك رؤية جريئة، ويحظى بالاحترام والتقدير

وقال إسماعيل بوشانان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتىء يعمل منذ أزيد من عقدين، على جعل المملكة قوة إقليمية تتمتع بالاستقرار السياسي وباقتصاد قوي وصلب، وأيضا فاعلا أساسيا في مجال السلم والأمن بافريقيا والشرق الأوسط" مضيفا "أن حصيلة عهد جلالة الملك، تعد اليوم مصدر إلهام بالنسبة لافريقيا والعالم".

واعتبر إسماعيل بوشانان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة رواندا، أن الاختيارات النيرة لجلالة الملك، والإصلاحات السوسيو - اقتصادية، التي باشرها، ودبلوماسيته الحكيمة والطلائعية، جعلت من المغرب أحد البلدان الأكثر تقدما في إفريقيا على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، معززا بذلك تجذره ضمن مسار الحداثة والتقدم والتنمية.

وأكد إسماعيل بوشانان، وهو أيضا مستشار في العلاقات الدولية لدى منظمات إقليمية ودولية، ان المغرب شهد على المستوى السوسيو - اقتصادي نموا ملحوظا، مكنه من مضاعفة ناتجه الداخلي الخام ثلاث مرات خلال عشرين سنة، ومن مضاعفة الدخل الفردي وتقليص الفقر إلى أقل من 2 في المائة.

وأضاف أن المغرب عرف أيضا تحولا مدهشا خلال العقدين الأخيرين، مبرزا في هذا الصدد أن المملكة "تتوفر اليوم على اقتصاد قوي ومتين وأكثر تنوعا، كما تفرض نفسها كقوة للاستقرار بافريقيا، ومحورا دوليا وقاريا في مجال التصدي للارهاب والتطرف".

واعتبر المحلل الجيوسياسي الرواندي أن التجربة التي راكمتها المملكة والاستقرار السياسي الذي تتمتع به، فضلا عن المصداقية التي تحظى بها دوليا، جعلت منها شريكا لا محيد عنه في عدة مجالات استراتيجية، من ضمنها تدبير الهجرة، والتنمية المستدامة، ومكافحة التغير المناخي، وغيرها من الميادين.

أهم الأخبار