بعد خطاب الأمير مشعل..

«خليجيون» خاص| محللون يتوقعون إصلاحات «غير مسبوقة» في الكويت

«خليجيون» خاص| محللون يتوقعون إصلاحات «غير مسبوقة» في الكويت
الأمير الشيخ مشعل الأحمد يؤدي اليمين الدستورية
القاهرة: أحمد كامل

توقع محللون حزمة إصلاحات اقتصادية وسياسية واسعة في الكويت خلال الفترة المقبلة، عقب خطاب صارم لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وذلك بعد إخفاق برلماني وحكومي في تنفيذ إصلاحات إدارية واقتصادية، لافتين إلى أن «أمير البلاد باعتباره كان وليًا للعهد على دراية كبيرة بمخالفات تحدث في ربوع البلد».

وشرع أمير الكويت في تنفيذ إصلاحات، بعدما أعلن عزمه مواجهة ما وصفه بـ«العبث» والتصدي للأطراف التي من شأنها الإضرار بالبلاد، وذلك عبر خطاب أمام مجلس الأمة، قبل تقديم الحكومة استقالتها.

تداعيات إيجابية على المستوى المحلي والدولي

يقول السفير رخا أحمد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن «خطاب أمير الكويت له تداعيات إيجابية على المستوى المحلي والدولي»، معتبرًا أن «خبرات الأمير كولي للعهد منذ سنوات كانت سببًا في اتخاذ قرارات جاءت صائبة»

ويضيف أحمد في تصريح إلى «خليجيون» أن الكويت تأثرت بعدم التوافق بين الحكومة ومجلس الأمة، الأمر الذي قابلته أزمة في أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية، ما أنتجت مخالفات في الجهاز الإداري، وهو ما دفع أمير البلاد لوقف تلك المخالفات التي أضرت بمصالح المواطنين.

وعن رسائل الأمير في خطابه أمام مجلس الأمة، علق رخا قائلاً: «خطاب قوي وليس مفاجأة، إذ تبين إدراكه الكامل لما يحدث داخل الأجهزة الإدارية برمتها»، مضيفًا أن «الكويت بلد اقتصادي كبير ويحتضن ملايين العمالة الوافدة، لذلك يحتاج برلمانًا يشرع ويراقب وحكومة تنفذ خططًا منهجية واضحة».

السفير رخا أحمد: السياسة الخارجية للكويت لن تتغير واتسمت بالوسطية والابتعاد عن خلق الأزمات

أما بخصوص الملف الخارجي يقول رخا: «أتصور أن السياسة الخارجية للكويت لن تتغير عما كانت عليه في عهد الأمير الراحل»، منوهًا بأن «تلك السياسية اتسمت بالوسطية والابتعاد عن خلق الأزمات مع البلدان الأخرى»، مشيدًا بـ«مواقفها تجاه دولة اليمن والذي لعبت فيه دورًا بارزًا في عملية السلام في وقت تنافست فيه دول أخرى على إشعال الأزمة بين الأطراف اليمنية المتنازعة»، حسب تعبيره.

وحيا الدبلوماسية المصري السابق «الدور الكويتي في مساعدة الشعب اليمني، حيث جرى تنفيذ مشاريع تعليمية وخدمية للأهلي مناطق مختلفة»، قائلاً: «تلك التحركات تعبر عن رؤى وسياسة سليمة تستهدف مساعدة الشعوب التي تعاني من أزمات، دون النظر إلى حسابات أو مصالح إقليمية أخرى».

ونفذ الكويت أكثر من 8 مشاريع دراسية، ما بين بناء وتأهيل وتأثيث وتجهيز خلال الفترة الماضية، وذلك دون إطلاع الإعلام أو نشره للعالم الخارجي، حسب صحيفة الرأي الكويتية.

وفي 2022، وقع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اتفاقية منحة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بقيمة 750 ألف دينار كويتي، ما يعادل 2.5 مليون دولار أميركي للمساهمة في دعم مشروع توفير الطاقة الكهربائية المتجددة للمراكز الصحية اليمنية، حسب وكالة الأنباء الكويتية.

كلمة الأمير مشعل

وقال الأمير مشعل في كلمته أمام مجلس الأمة بعد تأديته اليمين الدستورية الأربعاء الماضي: «أكدنا في خطاباتنا السابقة أن هناك استحقاقات وطنية ينبغي القيام بها من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية لصالح الوطن والمواطنين». وتابع «لم نلمس أي تغيير أو تصحيح للمسار، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك عندما تعاونت السلطتان التشريعية والتنفيذية واجتمعت كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد، وما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب التي لا تتفق مع أبسط معايير العدالة والإنصاف».

سياسيون كويتيون يشيدون بخطاب الأمير

وأشاد سياسيون داخل الكويت بكلمة الأمير، إذ قال الحميدي السبيعي البرلماني السابق: «للمرة الثانية وبعد الخطاب غير المسبوق، يضع صاحب السمو الأمير حفظه الله النقاط فوق الحروف ليسمع أعضاء السلطتين التشريعية والبرلمانية تقريعاً شديد اللهجة».

وأضاف السبيعي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «X»: «لم يسبق له مثيل تجاوز حدود الخطب السياسية والبروتوكولية المعتادة لاتهامهم بالعبث المبرمج وتبادل المصالح والمنافع على حساب مصالح الوطن والمواطنين».

السبيعي: الأمير وضع النقاط فوق الحروف ليسمع أعضاء السلطتين التشريعية والبرلمانية تقريعاً شديد اللهجة

تقويض التعدي على نظام الدولة

ويرى أنور الرشيد المحلل السياسي الكويتي أن الأمير الكويت بادر في «خطاب التغيير» بتقويض التعدي على نظام الدولة، محذرًا من دعوات تعليق الحياة السياسية أو البرلمان واصفًا إياها بـ«الخطيرة» قائلا: «تلك الدعوات تدفع صاحبها إلى المحاكم حال تقديم شكوى ضده وقد تعرضه للمحاكمة بتهمة الخيانة».

وإذ يشير إلى أن «هناك من يتربص بالكويت»، فإنه «دعا الكُتاب ورواد موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إلى الحذر أثناء التعليق على الحياة السياسية بـ(مطالب بقلب نظام الحكم)»، منوها بأنَّ تلك «الدعوات تتعارض مع مبادئ حرية الرأي والتعبير التي وضعها المجتمع البشري».

وشدد أمير الكويت في خطابه على التصدي لكل المخالفات، قائلاً: «جاء قرارنا بوقف جزء من هذا العبث من خلال وقف قرارات التعيين والترقية والندب والنقل لأجل مسمى»، مشيرًا إلى قراره في «الخامس من ديسمبر الذي أمر فيه بإيقاف التوظيف في قطاعات الدولة لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد».

وسلطت وسائل إعلام عالمية الضوء على خطاب أمير الكويت الذي ألقاه صباح الأربعاء أمام مجلس الأمة. ووصفت الكلمة بأنها «قوية»، وربما ترسم ملامح دولة الكويت في قادم السنوات، خصوصًا فيما يخص الشأن الداخلي للبلاد.

اقرأ أيضا:

الحكومة الكويتية تقدم استقالتها لأمير البلاد

وكالات أنباء وصحف عالمية: خطاب الأمير مشعل «قوي» وأمامه إرث من التحديات

أهم الأخبار