لماذا أغضب أتاتورك السعودية؟

لماذا أغضب أتاتورك السعودية؟
مصطفى كمال أتاتورك (الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

صعدت أزمة رياضية بنكهة سياسة إلى قمة مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية وتركيا على حدٍ سواء، لتتحول مباراة كرة قدم ملغاة إلى مباراة بين فريقين على موقع «إكس» (تويتر سابقًا)، طرفاها يعرفون جيدًا خلفيات الأزمة وجذورها، وليس الأمر مجرد صورة لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك على قمصان لاعبي فريقين.

بداية الأزمة، عندما أعلنت السلطات السعودية تأجيل المباراة النهائية بكأس السوبر التركي، بين ناديي غلطة سراي وفنربخشة والتي كان من المقرر إقامتها في السعودية، الجمعة، وهو ما لقي تفاعلاً واسعًا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء قرار التأجيل لأسباب تنظيمية، إذ رفضت السلطات السعودية رفع عبارات سياسية وارتداء قمصان تحمل صور مصطفى كمال أتاتورك.

أما محطة «إن.تي.في» التركية، فقالت إن نهائي كأس السوبر المحلية في الرياض ألغي بعد خلاف بين الناديين والسلطات السعودية، حيث أصر الناديان على ضرورة السماح للاعبين بارتداء قمصان تحمل صورة مصطفى كمال أتاتورك.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤولين سعوديين رفضوهم هذا الطلب، دون أن تتضح الأسباب. وتتزامن المباراة مع المئوية الأولى لتأسيس تركيا العلمانية.

في حين قال «موسم الرياض» المسؤول عن تنظيم المباراة إن عدم التزام الفريقين «بما جرى الاتفاق عليه هو ما أدى إلى عدم إقامة المباراة». وأوضح في بيان عبر حسابه على منصة إكس: «إشارة إلى مباراة السوبر التركي لكرة القدم بين فريقي غلطة سراي وفناربخشه التي كان من المقرر إقامتها على ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض. نود أن نؤكد في البداية على اعتزازنا بالعلاقة الوثيقة مع الجمهورية التركية الشقيقة في مختلف المجالات ومن بينها المجال الرياضي».

ومصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923، والتي تشكلت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد أن دافع أتاتورك عن المنطقة ضد تهديدات الغزو التي لاحت في الأفق من أوروبا وروسيا.

وضع أتاتورك تصور للجمهورية الجديدة بملامح مختلفة، من بينها حظر الطربوش، وتثبيط الحجاب الإسلامي، وتحويل اللغة المكتوبة إلى الأبجدية اللاتينية من النص العربي، ومُنحت المرأة حق التصويت، وتحويل «آيا صوفيا» أحد المعالم الأثرية في إسطنبول والتي كانت ذات يوم رمزًا للحكم المسيحي البيزنطي، وقد حولها العثمانيون إلى مسجد، جرى تحويلها مجددا إلى متحف كرمز للتعايش.

الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، كانوا أكبر من الحدث الرياضي، حيث خاضت آلاف التعليقات في تحليل البنية الفكرية لأنصار الطرفين، المؤيد والمعارض لشخصية أتاتورك، فبينما يراه البعض إصلاحيا، يتهمه الآخر بمعول الهدف للدولة الإسلامية وهويتها.

بعض المعلقين وضع الأزمة في سياق آخر، ينحصر في «الشعوبية»، وهي بدورها خلقت نوعًا من التلاسن على مواقع التواصل دون دراية عميقة بطبيعة أنظمة الحكم، في الدولة التركية خلال فتراتها المتعاقبة.

اقرأ أيضا

- أردوغان يجدد تقريع نتنياهو.. هل تغسل تركيا صورتها؟

- نصف سكان العالم سيختارون حكامهم خلال 2024

أهم الأخبار