ربع سكان السودان مهددون بالمجاعة

ربع سكان السودان مهددون بالمجاعة
سودانيين هربوا من القتال إلى جنوب السودان. (أ ف ب)
القاهرة: «خليجيون»

قال الناطق الرسمي لتنسيقية القوى الديموقراطية في السودان (تقدم) علاء الدين نقد بخصوص الحملة التي أطلقت لمساعدة ودعم السودان إن «هذه الحملة أطلقت بالتعاون مع الكثير من الفاعلين والمؤثرين والناشطين، وصناع الرأي والفنانين والأدباء والمهتمين بالشأن العام السوداني لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية الكبرى التي حلت السودان بسبب حرب 15 إبريل».

وأضاف نقد في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي أن «السودان حاليا يشكل أكبر أزمة نزوح في العالم، ويقدر عدد النازحين فيه بنحو ثمانية ملايين شخص داخل البلاد، بالإضافة لملاين اخرى من السودانيين الذين انتقلوا لدول الإقليم، كما تعاني البلاد من أوضاع إنسانية سيئة جدا ومجاعة تضرب بظلالها على أكثر من 25 مليون سوداني، يعني أكثر من ربع سكان السودان الآن على باب المجاعة، والإحصائيات تعدد الذين فقدناهم نتيجة الجوع».

نداء لإنقاذ السودان

وحذر نقد من أن «اقتراب موسم الأمطار ينذر بتدهور الوضع، فقد كان في الحالات العادية في السودان يأتي بكوارث بيئية، ويتسبب في انتشار الأوبئة، في وقت انهار فيه النظام الصحي، وانعدم الدواء، كل هذه العوامل مجتمعة تجعل ما يجري في السودان أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم، ولكن للأسف ليس هناك رؤى مسلطة على هذه الكارثة الانسانية في السودان، كما هو الحال في كوارث إنسانية أخرى».

وانتقد الناطق باسم تنسيقية تقدم الفاعلين والإعلاميين في بلاده قائلا «الأمة السودانية حقيقة تفتقر الى تسليط الضوء اللازم عليها من قبل المجتمع الدولي والمجتمع الإقليمي، فهذا النداء هو لكل المهتمين وكل المنظمات وكل الحقوقيين وللمجتمع الدولي والإقليمي للنظر إلى أزمة السودان الكبيرة بعين واضحة».

وأوضح نقد أهداف الحملة قائلا إن «الحملة هدفها الأول، هو تسليط الضوء على هذه الأزمة الانسانية التي سببها الأساسي هو الحرب، والهدف الكبير أو الاستراتيجي هو وقف الحرب، وهذا ما تتطلع إليه قوى التنسيقية الديمقراطية والمدنية والفاعلين في الشأن العام أو في القوى المدنية. ولكن حتى الوصول إلى إيقاف الحرب، لا بد أن نضمن على الأقل أن النازحين الذين يعيشون داخل السودان تراعى متطلباتهم الأساسية، وكذلك اللاجئين في الخارج».

وأضاف «هذا تخفيف على الأقل، وإن لم يكن معالجة تامة للوضع الإنساني، لأنه لا معالجة تامة بدون وقف الحرب، ولكن لا بد من تخفيف وطأة هذه الظروف على السودانيين، بأساليب مختلفة منها فتح المعابر الآمنة، ليس فقط من معبر واحد، يعني يجب أن تكون هناك مناطق متعددة وعملية لإدخال المساعدات إلى السودان، وأن تكون السلطات التي عليها فتح هذه المعابر ملزمة ببقائها مفتوحة، ووصول المساعدات إلى من يحتاجونها».

وأشار نقد إلى أن ذلك «يتطلب لجنة لمراقبة توزيع هذه المساعدات الإنسانية، وليس كما حدث في اتفاق جدة الأول، حيث كانت تنص على وجود لجنة وطنية لمراقبة هذه المساعدات، لكن حصلت العديد من حالات الفساد، ووجدت المساعدات الإنسانية طريقها الأسواق»، حسب تعبيره.

الدعم الدولي لمبادرة تقدم

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك توقعات للحصول دعم دولي وإقليمي لمبادرة تقدم قال نقد «أتوقع طبعا الدعم الدولي والإقليمي الكبير لأن هذا نداء إنساني قبل كل شيء، والسودان كان ملجأ لكثير من النازحين واللاجئين من دول الجوار، عندما كانت الأوضاع أحسن في الماضي، وكانوا يعاملون معاملة حسنة، ويتاجرون ويكونون حياة جديدة على أرض السودان».

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الحملة ستلقى قبولا من أطراف الصراع قال «نأمل ذلك، ونأمل تحديدا من جانب الجيش السوداني أن يعلو صوت العقل والإنسانية لديه، وأن يسمح بدخول المساعدات عبر الحدود، وأن لا يكون هناك التزام فقط بالدخول عبر المناطق أو الحدود التي يسيطر عليها الجيش السوداني فحسب».

وشرح الناطق باسم تنسيقية تقدم شكل المأساة في السودان قائلا «ما تحمله البيانات والأرقام يظهر وقوع أهله في أكبر كارثة نزوح في العالم، يعني أكبر من الكارثة في غزة، وأكبر من الكارثة في أوكرانيا، هناك خطر مجاعة محدقة، وأكثر من سبعة مليون نازح داخلي ونحو مليون ونصف لاجئ في دول الجوار. هذه أرقام مخيفة».

وأضاف نقد قائلا «والآن قد يأتي موسم الأمطار دون استعدادات مناسبة، ما يهدد بانتشار الملاريا والكوليرا، والوضع سيء جدا بسبب تراجع تطعيم الاطفال، حيث ظهرت في البلاد أمراض تم القضاء عليها في الماضي».

يذكر ان تنسيقية تقدم أطلقت السبت حملة للعون الإنساني، للتوافق حول إطلاق نداء إنساني لكل العالم لدعم السودان. وكان رئيس التنسيقية عبد الله حمدوك، قد قال في وقت سابق خلال افتتاح أعمال الحملة «إن الكارثة الإنسانية بالبلاد لا توصف ولا تحتاج لحكاية، حيث تعد أكبر كارثة إنسانية في العالم حالياً».

اقرأ المزيد:

رسالة من عمان وإيران إلى المجتمع الدولي بشأن غزة

ارتفاع شبه جماعي للبورصات الخليجية.. واستثناء سعودي

كاميرون دياز أم للمرة الثانية في عمر 51 عاما

أهم الأخبار